د. شهاب المكاحله
قبل أيام، عُقدت أولى مناظرات الرئاسة الأميركية لمرشحي الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة فكانت إيران القضية الأولى للمرشحين إضافة إلى الصراع التجاري مع الصين والسياسي مع روسيا باعتبارها أبرز التحديات الخارجية وغابت عن المرشحين قضايا الشرق الأوسط بشكل كبير عدا إشارات عابرة للصراع في اليمن والعراق ودون التطرف للصراع العربي الإسرائيلي.
وهنا لا بد من استذكار ما قاله جيمس كارفال، وهو المسؤول عن حملة بيل كلينتون، والتي أوصلته في العام 1992 إلى الرئاسة: «انتخابات هذا العام ترتبط بترمب الشخص وليس بسياسات ترمب». هذا الأمر يدلل على أن الأهمية القصوى للسياسة الأميركية تنبع من الدول التي قد تشكل مصدرا للتهديد للمصالح الأميركية فقط وهذا يتمثل في الثالوث المذكور سابقاً.
في تلك المناظرات، لم تكن أي من قضايا الشرق الأوسط الأخرى حاضرة. وكان التركيز على الشأن الإيراني في محاولة لإبعاد شبح الحرب في حال فاز الديمقراطيون في السباق الرئاسي مع التطرق لقضايا الشأن الداخلي الأميركي ومنها الهجرة والصحة والتعليم والوظائف.
لعل أبرز المرشحين إلى الآن وفق استطلاعات الرأي هو السيناتور كوري بوكر الذي أعطى أهمية كبيرة لإعادة التفاوض مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي لأنه من وجهة نظره فإن أهمية أمن الشعب الأميركي مهمة جداً وهذا بمثابة نفس طرح ترمب ولم يعط بوكر أهمية لشركاء الولايات المتحدة في المشاركة بالتفاوض مع طهران إن حصل هناك انفراجة سياسية عبر وسيط ثالث. وهذا يعني الكثير بالنسبة للسياسيين الأميركيين لأن الاتفاق النووي لم يكن بين إيران وبلادهم فحسب بل كان مع دول أخرى أيضاً لذلك فمن المهم انخراط بقية الأطراف في المفاوضات لتجنيب المنطقة والعالم ويلات حرب لا ترحم.
وفي ذات السياق، قالت إيمي كولبيتشر، السيناتور عن ولاية مينيسوتا، إنها في حال أصبحت رئيسة لبلادها، فإنها ستعمل على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفته بأنه لم يكن ممتازاً في ذلك الوقت بل كان لا بأس به في حينها لتجنيب المنطقة سباق التسلح النووي. لكن كولبيتشر طالبت بعدم إعطاء أي نفوذ لروسيا والصين في هذا الملف، معتبرة أن إيران تمثل التهديد الأكبر الحالي لأميركا.
من جانبها، رفضت تولسي جابرد النائب عن ولاية هاواي، الحرب على إيران مطالبة بالعودة إلى اتفاق 2015 والسعي إلى تطويره لأنها ترى أن فاتورة الحرب على إيران ستكون الأكبر في تاريخ أميركا.
وفي اليوم الثاني للمناظرة، أكد المشاركون أن طهران لا تمثل أكبر التهديدات لواشنطن مع تأكيد السيناتور بيرني ساندرز أنه سيفعل المستحيل لتجنب الحرب مع إيران، وهذا ما أكد عليه جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما. وكان آخر المشتركين في المناظرة كريستين جيليبراند، السيناتور عن ولاية نيويورك التي أكدت أنها ترفض الحرب ضد إيران وأنها مع التفاوض وإشراك طهران لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
[email protected]