الوحدة.. الخيار المطلوب لحماية أمن العرب واستقرارهم
11:15 10-6-2019
آخر تعديل :
الاثنين
ليس أمام الدول العربية سوى خيار التنسيق السياسي، والتعاون العسكري، والاقتصادي، للمواجهة وحماية أمنها واستقرارها، ووجودها، ومن المهم في اللحظات الدقيقة التي يعاد فيها ترسيم المنطقة، تصفية الخلافات العربية وتسوية النزاع مع إيران بعيدا عن الحرب، وهي الخطوة الإيجابية الصحيحة لمواجهة التهديدات لمصالحها وأمنها الإقليمي والبحري وثرواتها. أم أن المناخ العربي الحالي سيبقى على ما هو عليه؟ فتقييم الأوضاع العربية في ظل الظروف السياسية الدولية القائمة وفي إطار التغييرات التي شملت المناخ الدولي والشكل العام الجديد للخريطة الدولية والسعي لصفقة القرن، يعد ضرورة مهمة في مواجهة هذه المخططات الجيو سياسية، والتقليل من حدة التوتر والتصعيد العسكري الأميركي غير المسبوق في المنطقة منذ غزو العراق عام 2003. ومن الأهمية أن لا ينظر الى هذه التحركات العسكرية والتي تتزامن مع حملة إعلامية في الفراغ، وإنما في إطار ما يحدث إقليميا ودوليا. إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى جادة الى تطبيق استراتيجية جديدة، قائمة على الاستقرار غير المتوازن لصالح اسرائيل، وذلك استنادا الى القدرة النووية الإسرائيلية، واعتبار هذه القوة تعضيدا لمبدأ «الشرطي النووي الواحد» في منطقة الشرق الأوسط، وإنما ايضا هي محاولة ليس مقصود منها إيران فحسب، بل المقصود كذلك إخضاع الأمة العرببة برمتها لهذا الخيار الوحيد، وفرض المخطط الأميركي عليها، وضم الجولان لإسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن الدلائل على صحة هذا الموقف وبصورة واضحة تماما للعيان، فقبل ذلك ادعت أميركا أن العراق لديه مخزون كيماوي حتى مضت بنهاية المسرحية فدمرت بلداً عربياً عريقاً، وفي الوقت الحالي تسعى إلى تطبيق هذا الادعاء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. والهدف واضح هو تحصين إسرائيل ضد أي صواريخ توجه إلى أراضيها، بغض النظر عما إذا كانت هذه الصواريخ عراقية أو إيرانية أو مصرية أو سورية، بمعنى أدق: هو إعطاء إسرائيل اليد الطولى على الأمة العربية بأسرها دون استثناء، وذلك بتحييد أسلحة الأمة العربية الصاروخية وتمكين إسرائيل لتطوير سلاحها النووي الهجومي من ناحية أخرى.
والسؤال هو: كيف تواجه الأمة هذه الاستراتيجية الأميركية «للاستقرار غير المتوازن» القائم على «الشرطي النووي الوحيد»؟ يجب أن تتصرف الأمة وفق طبيعة الخطر الحالي وحجمه وهدفه، وهو الهجوم المضاد سياسيا واستعداد عسكري واتخاذ الخطوات المدروسة بدقة، ولتكن بداية الهجوم حملة سياسية عالمية لاقناع العواصم المؤثرة لتدعيم الموقف العربي، والمساهمة بنزع وافشال المخططات الأميركية الإسرائيلية القادمة، ووضع هاتين الدولتين في موقف يصعب معه التنصل من مسؤوليتهما أمام الرأي العام العالمي، وليس هذا بالأمر العسير، فما دامت الأمة على حالها والنزاع قائم مع الفرقة والاختلاف، ستبقى دون استقرار سياسي وعسكري ولقمة سهلة للآخر، فخيار لم الشمل والوحدة هو السبيل الوحيد لحماية أمن المنطقة وثرواتها واستقرارها.