م. فواز الحموري
أثار التعديل الثالث على حكومة د. عمر الرزاز حفيظة البعض، وذهبت بعض التعليقات إلى ربط التعديل بأمور سياسية قادمة، فيما تفاوتت الآراء حول التعديل بين مؤيد له وبين معارض للنهج نفسه.
نفذ التعديل ولكن ما يهمنا جميعاً الرحمة بالبلاد والعباد من سلسلة التعليقات وذيول الملفات عن أسباب وتداعيات التعديل والعودة لإرساء مفهوم تشكيل الحكومات وفق أسس سياسية واضحة المعالم ومؤشرات قياس يمكن رصدها ومتابعتها بدقة.
يشكل الملف الداخلي أولوية خاصة في ظل الظروف الراهنة وارتفاع وتيرة ما سمي بـ «صفقة القرن» من جديد وما يتداول خطير ومسيء في ذات الوقت؛ ليس شهر رمضان ذريعة للتسلية وإطلاق ما يسمم الذوق العام ويزرع الفتنة ويقلب الموازين.
التغيير سمة التطوير وأداة من أدوات المراجعة ولهذا لا يضير أبداً التوجه نحو إجراء التعديل هنا وهناك وضمن رؤية واضحة ومعلنة. المؤثر والمؤسف تعرض أي اجتهاد حكومي دوماً للأحكام المسبقة والسلبية وعدم الانتظار لرؤية النتائج تخرج إلى حيز الوجود وإثارة الريبة والشك في التدابير الحكومية المتخذة وفق القانون وضمن الصلاحيات، فهل نطلق مبادرة جديدة بعنوان «رفقاً بالبلاد والعباد» من جميع الأقاويل والإشاعات والأسرار المفبركة وصولاً إلى الإصلاح الشامل وتحسين مستوى معيشة المواطن ورفع معنوياته وتوفير الخدمات بشكل مناسب.
نعيش ونعاني من الظروف الصعبة ونكتوي بنار الفقر والبطالة ولكن يجب ألا يسلبنا الإحباط واليأس القدرة الجادة على تحرير البلاد والعباد من فريسة الوهم وتصديق ما يذاع ويقال عن الأردن والتفاصيل الأردنية من تعديل وتغيير في المواقع والمناصب والمسميات.
ينتظر العديد فترة ما بعد العيد فيما يسمى بالإعلان عن «صفقة القرن» والدخول في حلقات جديدة من الأحلام والوعود والاسترخاء في العسل مع الأموال القادمة، ولكن هل نخرج من شهر الصوم بحلم أكبر من ذلك وأفضل؟