خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«فيلق الرحمة» في الأردن

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان أتيحت لي مؤخراً فرصة لحضور «الملتقى الثاني للقادة المجتمعين»، لفرع منظمة «Mercy Corps International» الأميركية في الأردن، والترجمة العربية لاسمها تعني «فيلق الرحمة الدولي»، الذي عقد في منطقة البحر الميت برعاية رسمية، والمشروع ممول من بريطانيا بمبلغ يقدر بـ«30» مليون دينار.

حسب ما عرض في المؤتمر أنجزت المنظمة مشروعات ومبادرات، لمساعدة المجتمعات المحلية في عديد المحافظات،وخاصة المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين، حيث تبدو قضية اللاجئين بندا أساسيا على أجندة المنظمة.

وأكثر ما لفتني أن التدريب على «مهارات التفاوض» و«حل النزاعات» المجتمعية يحتل أولوية في نشاطات المنظمة، وهذه مبادرات كان يقوم بها لفترات طويلة، شيوخ العشائر ووجهاء المناطق ثم دخل النواب على الخط، وأصبحوا بمثابة وجهاء يتصدرون الجاهات لخطبة العرايس، وإجراء مصالحات وتسويات للخلافات والنزاعات المجتمعية!

أما الجهة الممولة «بريطانيا» فقد لعبت دوراً أساسياً في تقسيم المشرق العربي، منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، ثم «وعد بلفور» عام 1917 وتسليم فلسطين للحركة الصهيونية، وما تضمنته سياساتها تلك من زرع النزاعات والانقسامات وتجزئة البلاد العربية، وها هي اليوم تدعم مشروع لـ «حل النزاعات المجتمعية» والتدريب على «مهارات التفاوض».. والمفارقة أنه يوجد فرع للمنظمة في العراق، لإصلاح الواقع المدمر وتسوية «النزاعات الاهلية» التي سببها الاحتلال الأميركي!

وبعيداً عن عقلية المؤامرة: كيف نجحت هذه المنظمة حتى الآن بتأطير ورعاية حاضنة تضم «616» شخصاً غالبيتهم من الشباب، بمباركة الدولة والتنسيق مع مؤسساتها، وهنا لا يلام الشباب المحبط والعاطل عن العمل، على التشبث والالتصاق بأي فرصة تتاح لهم، لإشغال وقت فراغهم واثبات حضورهم في المجتمع، وأظن أنه في ظل هذا الواقع لو أرادت المنظمة، استثمار ما رسخته من ثقة الشباب بها، فبإمكانها تشكيل حزب سياسي غير معلن!

والسؤال الاهم الذي طرحه أحد الشباب المشاركين هو:عندما ينتهي التمويل البريطاني، الذي يشتمل كما يبدو على مخصصات للشباب، ما هو مصير المنظمة ؟ هل ستغلق أبوابها أم تستمر ومن سينفق عليها؟ والأرجح أن المشروع سيتوقف إلا إذا مولته جهة خارجية! أو يتبرع بذلك أحد الأثرياء الطامحين بـ «الوجاهة» السياسية والاجتماعية!

التعاون بين الدول والشعوب أصبح ضرورياً، لكن الدول والمنظمات والأحزاب ليسوا ملائكة يقدمون مساعدات لوجه الله! بوجود كيان صهيوني يحرص على استثمار أي نافذة أو ثغرة، للامتداد وبسط نفوذه وتأثيره وتوسيع دائرة التطبيع وتكريس الانقسامات العربية!

وأمامنا القضية الفلسطينية كنموذج صارخ على الظلم الدولي، فضلا عن الدمار والخراب الهائل، الذي تسببت به التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، منذ بدايات القرن الماضي

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF