كتاب

أردنية في الإمارات

تكثر المبادرات وتتعدد اسماؤها، إلا أن القليل من أصحابها هم البعيدون كل البعد عن الدعاية الشخصية أو الربح المادي، مع أن أي مبادرة تقدّم خدمة للآخرين مرحب بها اجتماعياً.

في الأردن وخارجه، نماذج كثيرة تعمل بصمت، لا تعنيها الاضواء ولا يغريها وهج الاعلام وضجيجه،ولا تريد من وراء كل ما تفعله سوى الثواب من الله، وإن كان هذا العمل لا يتنافى مع الكسب الحلال الذي يظل الشغل الشاغل للانسان، وخصوصاً في الظروف المعيشية الصعبة.

يقودنا هذا العرض، إلى سيدة من سيدات الوطن تقيم حالياً في الامارات العربية، وهي واحدة من خريجات الجامعة الاردنية في اللغة الانجليزية، عملت مدرّسة في الاردن قبل ان تأخذها ظروف العمل والاسرة الى الدولة الشقيقة، لتدّرس في كلية الأفق الجامعية وقد حصلت على درجة الماجستير من الجامعة الأميركية بالشارقة، فكانت من نماذج السيدات الاردنيات في التدريس، وشخصية متميزة في التعامل الاجتماعي وقدوة في تشكيل علاقة واسعة قائمة على الاحترام والتقدير في مجال المهنة التعليمية.

تقاعدت وهي في أوّج عطائها وخبرتها في التعليم، ولكن عزيمتها لم تفتر، فجالت في رأسها فكرة خيّرة، تقدّمها دون اجر مادي،عندما اطلقت عبر صفحة الفيسبوك (English Guru)

مبادرة تقوم على مساعدة الطلبة وكل من يحتاج الى تعلم اللغة الانجليزية ليعزز قدراته في رحلته الدراسية او العملية أو لأي غرض آخر في حياته اليومية.

تقول صاحبة المبادرة سهام محمد عبدالحق وهي التي لاذت بصمتها كل هذا الوقت، قبل ان تقودنا الصدفة الى ما تقوم به من عمل خيري: اطلقت مبادرتي في العام 2018 وهي صفحة خاصة بـ«الآيتليس» لتكون عوناً لكل من يشكل له هذا الامتحان هاجساً ويريد التوضيح والتدريب على مهارات (القراءة والكتابة والاستماع والتحدث) حيث تقدم الصفحة شرحاً تفصيلياً للمهارات والتدريبات اضافة الى امتحانات قصيرة للمتابعين لقياس المستوى.

وتضيف: أقوم بالتواصل مع المتابعين وارسل لهم الامتحانات ليقوموا بمراجعتها وحلها وعلى ضوء ذلك، يتضح المستوى الذي وصلوا اليه،وتبقى متابعتي لهم الى ان يحصلوا على الدرجة المطلوبة.

ويتفاعل مع هذه الصفحة بعد مرور سنة وشهرين على اطلاقها 885 شخصاً من الاردن وفلسطين والامارات واميركا والهند.

كان بمقدور هذه «السفيرة الاردنية» ان تواصل تدريسها في اي صرح تعليمي او تدريبي، وتدعو الى دروس خصوصية لجني المزيد من المال،وهذه مجالات مفتوحة، الا انها فضلت ثواب الآخرة على اجر الدنيا،وفوق هذا،ظل سمّو نظرتها في عملها الانساني الى ما هو ابعد: من هو هذا الانسان الذي يطلب هذه المساعدة،وما هي جنسيته والى أي بلد ينتمي؟!.

لا تنتظر صاحبة المبادرة تكريماً من أي جهة كانت، سوى ان تستضيف على صفحتها المزيد ممن يحتاجون منافع لغة، صارت جواز سفر للتواصل بين الشعوب وضرورة من ضرورات المحاكاة في الحياة، بينما تقدم هذه الانسانة العظيمة مبادرتها على طبق من ذهب، ولوجه الله تعالى.