كتاب

الملك ينتصر للقدس.. بالأفعال وليس بالأقوال والبيانات

قرار جلالة الملك عبدالله الثاني إلغاء زيارته الى رومانيا والتي كانت مقررة يوم أمس الاثنين نصرة للقدس ورفضاً حازماً لتصريحات رئيسة الوزراء الرومانية فيوريكا دانسيلا حول عزمها نقل سفارة بلادها الى القدس المحتلة، تأكيد ملكي في توقيت مقصود وحازم على ان نصرة القدس لا تتم بالأقوال والبيانات التي لا أصداء لها ولا تأثير، بل بالمجاهرة العلنية بأن الوسائل السياسية والدبلوماسية والاجراءات العملية متاحة لمن يريد أن يسهم جدياً في قطع الطريق على الخطوات العبثية المتسمة بالغطرسة والازدراء الواضح للقانون الدولي ولشرعية حقوق الانسان ولمبادئ الأمم المتحدة التي لا تجيز احتلال اراضي الغير بالقوة او اتخاذ اي اجراءات تغيّر اوضاعها القانونية وتركيبتها الديموغرافية وهو ما مارسته وتمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة على وجه الخصوص في محاولة يائسة ومحكومة بالفشل لتغيير وضعها القانوني ومعالمها الاسلامية والعربية وفي الضفة الغربية المحتلة حيث يتواصل الانتشار السرطاني للمستوطنات اليهودية فيها.

جلالة الملك الذي أعلن بحزم أن أي ضغوط مهما بلغت لن تُغيّر موقفه من القدس مستنداً جلالته الى وقوف الاردنيين كافة خلف مواقفه الشجاعة المُعبرة عن ضمير وتاريخ الاردن الوطن والشعب والإرث الحضاري الإنساني والأخلاقي، بقراره الحكيم بعيد النظر والأثر بالغاء زيارته إلى رومانيا، رغم ما كان يحفل به جدول أعمال الزيارة إن على صعيد العلاقات الثنائية مع رومانيا التي ترأس الآن الاتحاد الاوروبي أم على صعيد مشاركة جلالته في جولة من اجتماعات العقبة التي كان من المقرر ان تستضيفها رومانيا بالشراكة مع الاردن، ناهيك عما كان مقرراً توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج عمل في عدد من المجالات، اضافة الى تنظيم ملتقى للأعمال يجمع ممثلين عن القطاع الخاص في البلدين، انما يقول للجميع بأن لا تفريط بالقدس ولا تجاوز لحقنا التاريخي غير القابل للتصرف فيها ولن يتردد الاردن في التضحية بالغالي والنفيس من أجل المحافظة على عروبتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وأن محاولات القفز على هذه الحقائق سيكون مصيرها الفشل. يُدرك جلالة الملك كما كل الاردنيين انه يقف وحيداً في هذه المواجهة وأن اثمان هذه المواجهة ستكون باهظة ومكلفة وستصل الضغوط في مرحلة ما الى أسوأ ما يمكن للمرء ان يتصوره، إلاّ ان هذا هو قدرنا وان قدرتنا على الصمود ومواجهة هذه الضغوط وبخاصة تماسك شعبنا وتحصين جبهتنا الداخلية هي الطريق لإفشال هذه الضغوط او التخفيف من تبعاتها وتداعياتها ولا بد من وقفة عز وتصليب أرادتنا لدحر هذه المؤامرات وصناعة التاريخ.. حمى الله الأردن.