ومن قبيل الشفافية حرصت على خوض التجربة بنفسي، واخترت قراراً لمجلس الوزراء اتخذه قبل اكثر من شهر، يتضمن تركيب أنظمة طاقة شمسيّة مرتبطة مع الشبكة الكهربائيّة من فلس الريف، يخدم سنويا نحو 7 آلاف أسرة تستفيد من صندوق المعونة الوطنية.
وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي زفت البشرى للأسر الفقيرة، وأكدت في تصريح صحفي بتاريخ 23 كانون الثاني الماضي، أهمية القرار في تخفيف عبء فواتير الكهرباء الشهريّة على الأسر الفقيرة، وتوسيع شريحة المستفيدين من فلس الريف، داخل وخارج حدود التنظيم المرتبطين مع الشبكات الكهربائيّة. وزاد على ذلك مدير فلس الريف المهندس زياد السعايدة أن مديرية فلس الريف التابعة لوزارة الطاقة بقوله أن باب استقبال الطلبات لمشاريع الخلايا الشمسية سيفتح اعتبارا من بداية شباط، مؤكداً أن الوزارة لا تتقاضى أية رسوم، أو مبالغ مالية مقابل تقديم خدمة إيصال التيار الكهربائي للشرائح المعتمدة والمستفيدين من فلس الريف.
خبر مفرح وتصريحات مطمئنة، ذكرتني بعائلة مستفيدة من صندوق المعونة، وبغرض خدمة الأسرة وإراحتها من معاناة الاجراءات المرهقة والمملة، سألت صندوق المعونة الوطنية عن آلية تنفيذ القرار، باعتبار الصندوق يمتلك قاعدة بيانات عن الأسر المستفيدة، وسألت أحد الموظفين فلم يكن لديه علم، فطلب مني الاتصال بزميل آخر وفعلت دون جدوى، واتصلت بإحدى المسؤولات بالصندوق ولم يكن لديها علم أيضا، وقالت لي ربما تكون هذه القضية عند وزارة التنمية الاجتماعية، وذكرت لي اسم المهندسة المعنية «خلود»، فاتصلت بالوزارة وسألت عن المهندسة فقيل لي أنها مجازة، ولم أشأ البحث عن الإجابة لدى شخص آخر بالوزارة وأدخل في متاهة جديدة، فعاودت الاتصال بعد يومين، فكانت المهندسة موجودة، فسألتها ففوجئت هي الأخرى، وأكدت أنه لا علاقة للوزارة بهذا الأمر!
فاقترحت علي الاستفسار من صندوق المعونة الوطنية، فقلت لها أنهم حولوني اليها ! لكنها اجتهدت بأن تكون الجهة المعنية هي وزارة الطاقة، فأخذت برأيها واتصلت «بالطاقة» واستمعت إلى إرشادات المقسم الآلي، وطلبت الرقم الداخلي للطاقة المتجددة، باعتبار اسمه يدل على أنه الأقرب للموضوع، فأجابت سيدة أظن انها مهندسة وكررت عليها السؤال، ففوجئت أيضاً ولم يكن لديها أي فكرة عن الموضوع، واقترحت علي الاتصال بـ «صندوق تشجيع الطاقة المتجددة»، وأخذت باقتراحها واتصلت بالصندوق ولم يجب أحد ..!
أغرتني العملية ووجدتها مسلية، فلجأت الى منصة «بخدمتكم»، وطرحت السؤال بتاريخ 13 شباط، فتلقيت رسالة نصية مفادها» طلبك رقم «19020091 -"MOSD، يتم النظر فيه حالاً من قبل التنمية الاجتماعية.. سوف يصلك الرد خلال 18/2/2019 شكراً على تواصلك معنا، وتلتها رسالة أخرى تقول «يسعدنا تواصلك معنا على منصة بخدمتكم استلمنا طلبك، وسيتم المتابعة معك على رقم هاتفك».
وبعد انتظار إسبوع اتصلت معي رئيسة قسم المعونة بالصندوق السيدة «ميسون» بتاريخ17/2، وأبلغتني أنه ليس لديها علم ولم تصلهم أية تعليمات، وبعد ذلك بيوم الاربعاء 20/2/ 19 20 تلقيت رسالة نصية تقول «طلبك أغلق بتقدر تستعلم عن الرد وتقيّمه من خلال تطبيق بخدمتكم، أو بوابة الحكومة الالكترونية أو مركز الاتصال الوطني على الرقم 5008080.. شكراً على تواصلك معنا»، ثم رسالة أخرى تقول «رضاك هو هدفنا بننتظر تقييمك لطلبك».. اتصلت بمركز الاتصال بتاريخ 20/2، فردت علي فتاة تحدثت بلباقة وأبلغتني أنه سيتم الإعلان عن الاجراءات في الوقت المناسب.. » ! فخلصت الى نتيجة أن الحكومة ماهرة في مهنة العلاقات العامة، فاخترعت منصة «حقك تعرف» ثم «بخدمتكم »، لكن الواقع ثمة ضباب تضيع فيه، قنوات التواصل مع مؤسسات الحكومة !
[email protected]
