م. فواز الحموري
يوم وأخر كانت الفترة الزمنية لانتقال والدي المرحوم إلى ذمة الله وبين رحيل المغفور له بإذن الله الحسين طيب الله ثراه ؛ للوالد والأب وللقائد كلمات أسطرها اليوم وبعد فراق العشرون عاما وكأنهما بيننا بنفس وروح الأبوة الحانية الطيبة.
لم ننظر للحسين رحمه الله إلا كوالد للأردنيين ؛ قدمنا إلى الدنيا وتوج الحسين معنى وجودنا في الأردن حبا للتراب والوطن والنفس والعشق والإخلاص والنمو مع التحدي والمضي قدما دون خوف او تردد وحتى دون وصاية من أحد.
فجر يوم الجمعة من الخامس لشهر شباط فاضت روح والدي إلى بارئها ومع ظهيرة يوم الأحد السابع من شهر شباط لعام 1999 رحل عنا الوالد الحسين الحاني واستلم الراية سيدنا المفدى الملك عبد الله الثاني وسط حزن وألم وتوشح ذلك بالعزم والإصرار على مواصلة المشوار والصمود لأجل أردننا الغالي.
فقدان الأب القائد خسارة فادحة لم تعوضها سوى عزيمة سيدنا أبي الحسين والتفاف الأردنيين كافة حول الراية والصمود أمام الصعاب للحفاظ على الوطن قويا شامخا وعلى الدوام.
أحببنا الأب ونشتاق له اليوم وبعد مضي السنوات الخالدة في تاريخ الأردن وقصة شعب يحب الهاشميين بصدق ونقاء، وكم استحضر صورة الوالد بكل أمنياته للمستقبل الزاهر ولكل تضحياته وقصص إيثاره من اجل أن يبقى الأردن وطن الشرفاء.
حين تسلم سيدنا الملك عبد الله سلطاته الدستورية، حملنا الوفاء وجددنا البيعة لسليل الدوحة الهاشمية والعهد بالإخلاص للعرش الهاشمي وللأردن الذي نفديه بالغالي والنفيس.
حين ودعنا الحسين الأب والحزن يشملنا، كنا ننظر إليه مخاطبا الجميع: عليكم مواصلة المسيرة، عليكم الوقوف معا فلا مكان لخائف بيننا، عليكم واجب كبير: حب الأردن وحمايته.
رحلة العمر مع الحسين رحمه الله، حافلة بالحكمة وبعد النظر ؛ لم يكن الأمر سهلا ولكن الحسين رحمه الله أسس قواعد البيت وها هو ابو الحسين يرفع القواعد ويشيد البناء ويرفعها بهمة الجميع من حوله.
رحلة والدي ترافقت والذكريات الطيبة مع كل لبنة شيدها الحسين رحمه الله ومع كل شبر من ثرى الأردن وبكل حلم وإصرار ما زال حيا في نفوسنا.
» يا مرحبا » خاطبنا بها الحسين رحمه الله ذات مرة (الوالد وأنا)، كان الحسين يقود سيارته الخاصة برفقه أبناءه بتواضع ودون حراسة في منطقة الدوار السابع، توقف وراء السيارات كأي مواطن عادي، حيا الجميع وكنا بجانب سيارته تماما، التفت مكررا: «مرحبا» تلك التي ما يزال صداها يرن في أذني وستبقى كذلك ما حييت.
مرحبا أيها الراحل في وجداننا مرحبا ما حيينا في كنف سيدنا الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه.
مرحبا أيها الحاضر في وجداننا الأردني الأصيل.