كتاب

التاج على جبين جنود الوطن

في ذكري ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم القائد الهاشمي الأردني الذي قاد المسيرة بثقة وعزم وإيمان نرسل تحية إكبار وباقة من الأمنيات بأن يحفظ الله جلالة الملك المعظم والأردن عالياً غاليا و يديم الراية الهاشمية المظفرة.

ذكرى ميلاد القائد عزيزة على قلوب الأردنيين وفي هذه الذكرى علينا أن نشجع الشباب على المضي قدماً لإكمال مسيرة البناء ولنرمي الإشاعات خلفنا ولنكمل الطريق الطويل.

ولنؤكد معنى حب الوطن من خلال أن نحب الخير لبعضنا البعض وأن نشد عزيمة الشباب وأن لا ندع الظروف تهزمنا بل نتكاتف لمحاربة كل تصرف سلبي ويدا بيد سنحارب الفساد والمفسدين.

علينا التفكير وعصف الأذهان من أجل أن نحل الأزمات والمشاكل المتلاحقة التي طوقتنا وأثقلت على البشر وأكسبت الكثير طاقة سلبية وعرقلة الرغبة الحقيقية في البناء والتعمير وجعلت تعداد المعضلات عادة وندب الحال والحظ هواية.

أحياناً اتساءل هل الأجيال السابقة لم تواجه أي ظروف صعبة وهل الأزمات تحدث لأول مرة ألم يمر البشر في السابق بسنوات حرجة.

لماذا لم نعد قادرين على تعداد النعم والخير بقدر ندب الحظ ومهاجمة الحال والأحوال! ما لم تعد الأشياء الصغيرة تبهجنا! لقد سكنت السلبية والغضب الكثير من القلوب وتحول آخرون نحو السخرية من كل شيء والإعتراض على أي شيء.

في سياق الحديث عن الماضي تحضرني أجمل ذكريات الطفولة التي ما زالت عالقة في وجداني أهمها ذكري صورة أبي بالزي العسكري المهيب الجميل.

ما زلت أذكر كم كان يبهرني منظر أبي بزيه العسكري كأحد ضابط قوات الجيش العربي الأردني فأشعر بالزهو والفخر والاعتزاز بأن أبي أحد جنود الوطن.

في مرات عديدة كنت أتسلل إلى غرفة والدي حين يترك الطاقية العسكرية لاجرب ارتداءها كنت افرح بمنظر التاج الذي يتوسطها وكان التاج الملكي رمزاً للوطن. ببساطة الفرح بالأشياء صغيرة الحجم كبيرة المعنى تربي جيلنا ونشأنا.

التاج الملكي على رأس جنود الوطن يرمز للوطن والزي العسكري أرتبط بهيبة جميلة يكتسبها من يرتديه فيستحق التحية.

كان ذلك الزمان بسيطاً مغلفاً بالرضى والسعادة لم تكن كل الأشياء ميسرة ولم تكن التكنولوجيا متقدمة ولا الصناعة في أوجها لكن كانت دقات القلوب في أوج تألقها كان الناس يتقنون صناعة الفرح فأبسط الأشياء كانت تشكل فارقاً وتخلق حالة من الرضى والقبول. لم تكن المادة أساس كل شيء بل كانت وسيلة للحصول على ما نريد كانت الحياة أعز ما نملك بقوة أنفاس البشر وإرادتهم وليس بالمال والمناصب.

هل أرهقتنا الظروف المادية والأقتصادية والرغبة في جمع المزيد والتسابق على جمع المال والتزاحم على الكراسي والمناصب فلم نعد ندرك جمال وقيمة ما نملك فسكن الإحباط محل الرضى!

قد يكون الحنين هو وجع البحث عن فرح سابق لكنه وجع صحي لأنه يذكرنا بأننا نملك الحلم والأمل والعاطفة لإكمال الطريق فنحن لم ننسى فالنسيان هو أن تتذكر الماضي ولا تتذكر الغد في الحكاية أما نحن فنملك الإصرار على إكمال مسيرة الخير والعطاء وسنبقى نعمل من أجل غداً مشرق وسنكتب الحكاية ونملك المعنى ومن أصغر الأشياء ستولد أكبر الأفكار. حمى الله الأردن وطناً وملكا وشعباً.

A_altaher@asu.edu.jo