خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المكان الثالث

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري عام 1989 اصدر (راي أولدينبرغ) أستاذ علم الاجتماع الحضري والأنثروبولوجيا في جامعة غرب فلوريدا كتابه بعنوان: (The Great Good Place) وقدم فلسفة مطورة حول مفهوم (المكان الثالث)؛ إذ عرفه بالمحيط الاجتماعي المستقل عن الأماكن المعتادة في المنزل «المكان الأول»، ومكان العمل «المكان الثاني»، ووصفه بالمقصد الأكثر إثارة لمشاعر الإحساس بالمكان وإدراكه، والأنسب لتطوير الأعمال وتفعيل المشاركة العامة وممارسة أنشطة الحياة الموجهة للمجتمع المدني في الفضاءات العامة، سواء كانت مغلقة أو مفتوحة.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أصبح (المكان الثالث) مفهومًا شائعًا، ومتداولاً، وحظي باهتمام واسع من قبل المهتمين بالتخطيط والتصميم العمراني، وبات يمثل إحدى الركائز لما يسمى بصناعة المكان، وجودة الحياة داخل المدن، وتعزيز تفاعل الناس وتعايشهم مع بيئتهم العمرانية فهو يعبر عادة عن مراكز التسوق، والساحات العامة، والسينما، ومراكز الترفيه، والمقاهي، والمطاعم، والحدائق، والمكتبات، والمراكز الاجتماعية وغيرها من الأماكن التي استطاعت أن توجِد «فضاء مشتركًا»، يمكِّن الإنسان من تعزيز علاقته واتصاله مع الآخر من خلال «أماكن المصادفة» التي أسهمت في إخراجه من عزلته المكانية في ظل حياة معقدة بين أروقة مدن متوحشة، كان من شأنها تدمير النسيج الاجتماعي بتمدنها، وفرض أسلوب حياة ضد الطبيعة البشرية.

المدن الملائمة للعيش هي تلك التي تستطيع أن تمنح سكانها فرصة لقضاء وقت أطول خارج المنزل أو مقر العمل، وتكون قادرة على توجيههم لأقطاب مكانية جاذبة، وشغل أوقاتهم بالبرامج والأنشطة والفعاليات وأساليب الترفيه.

وضمن هذا الإطار النظري والعملي وللفترة الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود نعود لذات المفهوم للمكان الثالث للنظر بعد توفر المحيط الاجتماعي المستقل عن الأماكن المعتادة وتوفر العديد من الفرص لتطوير الأعمال وتفعيل المشاركة العامة ؛ هل تم إتقان المفهوم بشكل يسمح للتميز والريادة؟

تطوير الأعمال هو المفتاح وكلمة السر للمضي قدما والبحث عن مكان يصلح لتوليد الأفكار والشعور بالراحة من ضغوطات الحياة والانطلاق الى فسحة مناسبة للتحليق والتربع في القمة.

أعجبتني المبادئ الأساسية الثمانية لدبي والتي أعلنها الشيخ محمد بن راشد وهي: الاتحاد هو الأساس، لا أحد فوق القانون، نحن عاصمة للاقتصاد، النمو له محركات ثلاثة، مجتمعنا له شخصية منفردة، لا تعتمد على مصدر واحد للحياة، أرض للمواهب، نفكر بالأجيال للسير قدما في بناء مستقبل دبي.

تمثل الأوراق الملكية النقاشية «مكانا ثالثا» لنا للتفكير في تلك الرؤى كما وجه جلالة سيدنا الجميع دون استثناء لقراءتها بعمق وتطبيقها على ارض الواقع باجتهاد.

فيما تمثل أولويّات عمل الحكومة التي سوف تعمل على تنفيذها خلال عامي 2019 – 2020 وفقاً للمحاور التي تضمّنها خطاب العرش السامي وهي: دولة القانون، ودولة الإنتاج، ودولة التكافل، فرصة للاجتهاد الحوار وتبادل الآراء بحكمة وروية وخوف على البلاد والعباد.

كبرت منازلنا ولكن صغرت الأسر، تقدم وتطور الطب ولكن زادت الأمراض وساءت الصحة،زاد المال والثروة وتلاشت مع ذلك راحة البال، ارتفعت مستويات الذكاء وقلت تباعا الحكمة، انتشرت وسائل المعرفة وتناقضت المشاعر، كثر الأصدقاء ولكن وللأسف اختفى الوفاء، تنوعت الساعات دون أن نجد الوقت الكافي لممارسة الحياة بشكل طبيعي، فهل تكون فلسفة المكان الثالث هي الحل؟

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF