خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تجارة الطب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان رغم الانجازات الطبية الكبيرة التي تحققت، تبقى احتمالات وقوع أخطاء في التشخيص والعلاج واردة، وأكثر من ذلك يبدو لي اعتمادا على تجارب شخصية، وحسب ما ترصده الاحصائيات، وما يواجهه عدد كبير من المرضى،أن بعض العاملين في هذا القطاع،«أفرادا ومؤسسات» أصبحوا أقرب الى التجار الجشعين، ويتعاملون مع المرضى كـ«صيدة» لتحقيق الربح، على حساب الجانب الانساني والاخلاقي !

صحيح أنه يتم ضخ استثمارات هائلة في هذا القطاع، ويعمل فيه أعداد كبيرة من الكوادر المهنية، لكن أعتقد أن الثقة في المرافق الطبية وخاصة في بلاد العالم الثالث تراجعت بصورة جلية، بسبب تغليب الجانب التجاري، وتزايد وقوع الأخطاء الطبية التي يذهب ضحيتها العديد من المرضى، بالوفاة أو التعرض لإصابات وإعاقات دائمة، فضلا عن تكبد المرضى تكاليف باهضة لتغطية أجور العلاج !

لا يوجد علاج ناجع لنسبة كبيرة من الأمراض، وباستثناء بعض الحالات التي تتطلب عمليات جراحية، فإن غالبية الحالات المرضية يتم التعاطي معها بالمسكنات وتناول الأدوية المزمنة مدى الحياة،الأمر الذي يعني استمرار حالة القلق لدى المرضى وعائلاتهم، والعديد من الأمراض يعالجها الجسم بالمناعة الذاتية.

ومن هنا أصبحت تجارة ما يسمى"الطب البديل"رائجة وتغرق شبكة الانترنت بإعلانات عن أدوية «سحرية» ! وبعض تلك الوصفات أقرب الى «الخزعبلات» والتنجيم والشعوذة، وأصبح الكثيرون يدعون معرفتهم وخبرتهم بالتداوي بالاعشاب بدون علم !

ليس من مصلحة القطاع الطبي بمختلف فروعه الخلاص من الأمراض، لكي تستمر التجارة والصناعة ونمو الارباح وتشغيل الأيدي العاملة، فلا يعقل أن يتم انتاج أدوية تقضي نهائيا على الامراض!.. تخيلوا أن تبث وسائل الاعلام خبرا عاجلا، يعلن عن اختراع «ترياق» يقضي نهائيا على الأمراض!..كيف تكون ردة فعل الشركات ومصانع الأدوية والأجهزة الطبية،وملايين الاشخاص في العالم الذين يعملون في هذا القطاع؟

والأخطاء الطبية تحدث في القطاعين الحكومي والخاص، وأمامي حالة طازجة موثقة بتقارير طبية موجودة لدي، لصديق شعر فجأة بألم في الصدر فذهب الى طبيب «استشاري قلب وشرايين وقسطرة علاجية»، ويروي المريض كيف عامله الطبيب، وربما لاحظ علامات القلق والخوف ظاهرة عليه،وهي حالة طبيعية تنتاب أي شخص يفاجأ بعارض صحي، فتناول الدكتور «حبتي دواء» ربما اسبيرين أو شيء مشابه، وطلب من المريض تناولهما بسرعة لأن وضعه حرج ! ثم قام بإجراء تخطيط قلب وفحص"إيكو» للمريض، وأبلغه بأنه يعاني من انسداد بالشرايين، وبحاجة الى دخول المستشفى بصورة عاجلة، لاجراء قسطرة للقلب والشرايين، وتركيب"شبكتين» في الشرايين، كلفة الواحدة منهما ثلاثة الاف دينار ! فزاد المريض قلقا وخوفا، لكنه طلب من الطبيب فرصة، فذهب الى المدينة الطبية بعد أن حصل على إعفاء طبي عن طريق الديوان الملكي، فأجريت له الفحوصات اللازمة فتبين أن حالته طبيعية،ولا يعاني من أي مما تم تشخيصه من قبل الطبيب الخاص!
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF