خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الإيمان الراسخ بالأردن

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري مع خضم ما يحدث ومع جميع ما نواجه من سوداوية الأوضاع: فساد ومحاولات متكررة لدفع التشاؤم إلى مسيرتنا والدعوة إلى نكران الجميل والرحيل ، والى الشتم والإساءة للبلد وانتقاد لمجرد الانتقاد دون التفكير في تحمل المسؤولية.

في عالم القضايا يوصف المحامي بأنه القاضي الواقف امام القاضي الجالس لصالح الوصول إلى الحكم العادل والمستنير، فهما في كفة واحدة لاحقاق الحق وابراز القضاء العادل فهما ليسا على طرف نقيض بل لهما هدف واحد ، وهذا ما نحتاجه مع الظروف الحالية والتي مررنا بمثلها وتجاوزناها بقوة بمثل إيمان العجائز ؛ مر الرازي يوما على امرأة عجوز وهو في الشارع وكان تلاميذه يمشون وراءه بالعشرات ما يقول كلمة إلا ويكتبوها، فتعجبت العجوز من هذا الذي وصل إلى هذا المستوى، فنادت العجوز على واحد من التلاميذ وقالت يا « يا بني من هذا؟ « فغضب.!: وقال أما عرفتيه ؟ هذا الإمام الرازي الذي عنده ألف دليل على وجود الله تعالى هنا قالت العجوز قولتها الشهيرة: يا بني لو لم يكن عنده ألف شك ما احتاج لألف دليل « أفي الله شك ؟ « لا « ! فلما بلغ هذا الإمام الرازي فقال « اللهم إيمانا كإيمان العجائز» «.

إيمان العجائز هو الذي ليس فيه شك ولايحتاج الى حجج فيقينهم بالله يقين خالص من أي شائبة او فكرة شاردة ، وليس كإيمان العلماء والفقهاء الذين يعمدون الى الحجج المنطقية والعلمية والبحث والتحري والتمحيص واستعمال الاساليب العلمية الممنهجة لغايات الوصول للهدف المنشود.

إيماننا بالله عميق وراسخ؛ فما هو مكتوب سينفذ بإذن وقدرة الله ، فما السبب وراء تدافع من يريدون السوء لنا في هذا البلد الأردن على وجه الخصوص ؟

قدرنا أن نكون كذلك وان نواجه الصعاب ولكن علينا أن نكون معا نعمل بروح الفريق ؛ ننتقد دولة الرئيس والحكومة و نطالب مثلا بتغيير النهج ونحن جميعا من نحتاج الى ذلك ؛ لنغير نمط الحياة التي تعودنا على ان تأتينا الأمور جاهزة ونطبقها على أنفسنا وفي مجتمعنا ، نعيش خارج حدود السيطرة ونطلب من الحكومة ان تضبط لنا نفقاتنا والتي تغدو أحيانا غاية في الإسراف ، حتى مع الطبقة الوسطى ومع مجمل إنفاقنا الخاص وتحملنا لأقساط بنكية لمجرد المظهر.

المطلوب أن نقف في صف واحد في ظل قيادتنا الهاشمية الواعية والحكيمة والتي تدرك بحق حجم الأخطار التي ترافق المشوار وتخاطبنا وتكاشفنا دوما بها بل وتحملها أمانة ومسؤولية بنفس الحجم وتخاطب بها العالم: بأننا نقف أمام الخطر ونتجاوزه دائما دون حساب لمبدأ الربح والخسارة أبدا.

في الضمير والوجدان العديد من المواقف الأردنية والتي وقفت بشموخ واتخذت القرار المناسب ومنها العديد من المواقف مع الأشقاء العرب وحتى مع الدول الأخرى وقدمت النصح وظهر لاحقا أن قيادتنا كانت على حق وأكثر.

نطالب بتغيير نهج الحكومة، والملاحظ والمتتبع لما وعد به دولة الرئيس د. عمر الرزاز والذي يعمل بعزم على إشاعة التفاؤل وبث روح العمل الوطني المخلص، فهل نقدم الحل ببعد وطني ونقف في صف واحد لمواجهة الظروف الصعبة بنقاء ميثاقنا الأخلاقي الأردني الأصيل ؟

ليست الهجرة وحمل الحقائب إلى الخارج هي الحل وليس قذف الشتائم هو البديل المناسب وليس كل ما يحدث من النيل من الأردن هو الحل ، الحل يكمن في إيماننا الراسخ بالأردن وطنا ننتمي له كلنا لنحافظ على كل مساحة امتزجت بدمنا الزكي وعرق الأجداد وتعبهم وبكل ذرة من ترابه الغالي ومن كل نسمة هواء دفعت بنا إلى نهار طيب وعطاء مميز والى ابتسامة للغد والمستقبل الواعد.

وليس عنا ببعيد الاراضي المحتلة والدولة المزعومة والتي احتلت الارض واغتصبت المقدرات ، ومع كل ما تواجهه من مقاومة في كل لحظة وهذا الكيان الذي ليس له جذور ولا يملك ما نملك من مقومات ومن نعمة الامن والامان ، ومع كل هذا لم نسمع يوما اصواتا عندهم تنادي بالهجرة والرحيل ، بل يبنون ويتشبثون بالارض ويطورون من انفسهم وكانهم قد اقتنعوا بانهم اصحاب الارض ، الا نخجل من انفسنا بان لا نخلص لتاريخنا وجذورنا واهلنا وعقيدتنا ومقدساتنا ونطالب ونلوح بالهجرة والرحيل ؟

الدفع بالناس إلى الهاوية هو اثر بعيد لما تحاول العديد من الظروف المحيطة أن تجعله حقيقة لا مجال إلا للتعايش معها وعدم القدرة على مواجهتها ، ولكن ذلك تحدي مباشر لنا لمنع أثرها السيىء والدفع بالنجاة إلى المركب والسيطرة بالحوار والوقوف في صف واحد لا يساوره شك أبدا مثل إيمان العجائز بأننا نملك القدرة على تجاوز المحن مهما عظمت وكبرت وان تراب الوطن الأردني أغلى من مشروع سفر وحلم في الخارج وتخلي عن المسؤولية وقلع الجذور من أصلها مثلما تصور وللأسف العديد من الدعايات الموجهة للشباب: « عيش مجنون أحسن !»

ليس الشارع هو الحل وانما ميدان العمل والانتماء للوطن وتكاتف الايدي والجهود وتغليب الحكمة والعقلانية هو الحل.

ثمة إرادة يجب أن نغرسها من جديد وتكمن في الإيمان الراسخ بأن الأردن حقيقة مثلما التاريخ ولا يمكن أن نخرب أبدا بيتنا بأيدينا، نحن أكبر من ذلك ويمكننا المواجهة والصبر والعمل أكثر وبعزيمة وتفان أكبر.

[email protected]

كثيرا ما أسال الشباب ممن يدمن استخدام النت ورؤية «الديك أرنب» وممن يلبس سنسالا ويضع أساور ويقلع عن قص شعره وممن ينام بكسل ولا يحاول التغلب على نفسه وهمومه بالعمل في مجالات العمل اليدوي الشاق بدل الطلب من الأهل مصروفا وباكيت دخان وتكلفة شحن الموبايل والنت ، لنتصور حجم الأنفاق السلبي والثقل على الأسرة ، فهل يمكن لهذا الشاب رمي الموبايل جانبا ودخول معترك العمل في مغسلة أو كازية أو أي عمل اخر مفيد وليس طلب وجبة «دليفري « بدل طعام الغداء الذي أعدته أمه بتعبها وتدبيرها تماما مثل تلك العجوز التي يكفي إيمانها بالله النجاة ودون ادنى شك وريبة ؟

الاردن وطن وعقيدة وقيادته هبة من الله ، ومواطنوه واهله من اعظم الناس علما وشأنا ، وعندما تكون الايادي متكاتفة لبناء الاردن واعلاء شأنه فلا بد وبمشيئة الله ان يكون الحلم حقيقة في وقت اقرب مما نتصور.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF