ما جرى ويجرى على الدوار الرابع هو في حقيقة الامر «خلطة فوضى» مؤذية لحق التظاهر او الاعتصام او الاحتجاج الجماهيري، وهي كلها اشكال مشروعة من التعبير عن الرفض، اما كيف اصبحت «خلطة فوضى»؟ فهو امر يمكن الاستدلال عليه من خلال ما يلي:
اولا: لا يوجد شعار مركزي ورئيسي لما يسمى بالحراك، فكل مجموعة او شلة تغني على ليلاها.
ثانيا: دخلت على مجاميع «الدوار الرابع» عناصر لا علاقة لها بالهم الوطني العام، ولا تملك رؤية او اي تصور سياسي للرد على السياسات الحكومية التى يجرى الاحتجاج عليها بل الاخطر ان البعض من هذه المجاميع ذهب الى اماكن غامضة ورمادية وغير وطنية وقام بتقديم طروحات صبيانية ومراهقة، ولا اعلم ان كان ذلك تم ويتم بعلم ووعي او بدون وعي وبجهل.
ثالثا: «يلا على الرابع» اصبح شعارا لذاته وبذاته وتحديدا في الاوساط الشبابية المراهقة في عمان والزرقاء والمحافظات القريبة من العاصمة، فالكثير من هؤلاء الذين نطلق عليهم «حراكيون»، باتوا يجدون في «الرابع» فرصة لاضاعة الوقت او التسلية او حتى التعبير العابر عن الاحباط او الغضب من «الجو العام».
لقد فقد «الدوار الرابع» الذي بات رمزا للاحتجاج الشعبي بريقه بعد مجيء حكومة الدكتور عمر الرزاز وتحديدا بعد التشكيل الاول الذي جاء صادما للنخب وللشارع السياسي بسبب وجود بعض الاسماء التى قُيمت بانها ليست كفؤة او انها لا تستحق من حيث المبدا المنصب الوزاري، وساهم بصورة كبيرة تعيين الحراكي مثنى الغرايبة وزيرا للاتصالات صدمة كبيرة لم تنته تفاعلاتها السياسية والاجتماعية الى الان، فقد اغرى هذا القرار العشرات ان لم يكن المئات من الشباب الذين يستحقون او لا يستحقون المنصب في العمل للوصول اليه وعبر الية «الغرايبة» او بعض الذين كانوا معارضين للحكومات ثم تحولوا الى حملة «مباخر» لهذه الحكومة بعد ان استحوذوا على المكاسب والمناصب.
الكثير من «الحراكيين» وانا اتحفظ تماما على هذه اللفظة او المصطلح الذي لا يحمل معنى محددا، الكثير منهم ذهب الى لقاء الرئيس في بيت الرئاسة وهم يحدوهم الامل بالوصول الى الوزارة، وهي حالة تنذر بالخطر وتحديدا على المستوى السياسي، بحيث بات «حراكيا طارئا» لا تاريخ سياسيا له يرى في نفسه مشروع وزير بل ويتجرأ على تحديد الوزارة التى يريدها.
لقد ارسى الدكتور الرزاز بطريقة تشكيلة وزارته الاولى وتعديلها وربما الثانية او التعديل المرتقب عليها عرفا جديدا تجاوز فيه ثوابت وقواعد و اعراف تشكيل الحكومات، وربما كان هذا هو السبب الذي دفع رجل بحجم ومكانة ممدوح العبادي بالخروج عن طوره والحديث عن «وزراء الشارع».
لقد بات و بفعل تعامل الحكومة مع الحراك وبحسب ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي ان هذه الحكومة قيد الابتزاز وبنماذج محددة، وعلى دولة الرئيس ادراك ان «البحث عن الشعبية» هي حالة مكلفة جدا ولن تغطى باي حال من الاحوال «عيوب او عورات الحكومة».
ان الانجاز فقط هو من يستطيع التحدث عن الحكومة..
والله من وراء القصد.
Rajatalab5@gmail.com
مواضيع ذات صلة