خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الجزائر اذ تكرِّم شهداء التسعينات

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
الاب رفعت بدر في حدث فريد ولاقى اعجاباً دولياً واسعاً، احتفل بالجزائر- وتحديداً في مدينة وهران – بقداس بالهواء الطلق، يجري لأول مرة – وذلك لتطويب (مرحلة ما قبل القداسة ) تسعة عشر «شهيداً» مسيحياً قضوا في الجزائر أثناء الحرب الأهلية التي حصدت الكثير من الأرواح البريئة من مختلف أطياف السكان ومللهم ومشاربهم.

الكنيسة الكاثوليكية أرادت من هذا الحدث، ليس العودة إلى مآسي وجراح الماضي وإنما للإيذان ببدء صفحة جديدة في هذا البلد العربي الشقيق، وهي صفحة الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.

لقد تم اختيار وهران، ثاني أكبر مدينة جزائرية، نظراً لأنها مكان عمل الأسقف بطرس كلافيري الذي كان أحد المقتولين التسعة عشر بين 1994-1996 حيث قتل مع سائق آنذاك ويدعى محمد وقد حضرت والدته هذا الحدث الكبير، كما حضر العديد من أقرباء الطوباويين الجدد من فرنسا مراسم الاحتفال الذي ترأسه عميد جميع القديسين في الفاتيكان الكاردينال جيوفاني باتشو، بمشاركة أكثر من ألف ومئتي شخص، وهو حدث كبير وفريد كما قلنا في الجزائر.

السلطات الجزائرية اهتمت بالأمر كثيراً، لكي يكون علامة على عهد الاحترام المتبادل الجديد، وقد حضر وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الاحتفال الديني وأدلى بتصريحات صحفية، بالإضافة إلى تنظيم احتفال للكاردينال والضيوف في أحد المساجد الجزائرية.

وبعد، فلقد حصد الارهاب في الجزائر في تلك السنوات «السوداء»، كما تسمى أكثر من 150 ألف شخص. ومنهم هؤلاء المسيحيون الذين أعلنت الكنيسة بطولتهم الإيمانية، وذلك لأنهم قتلوا في سبيل معتقدهم، ومنهم رهبان تبحرين السبعة الذين رفضوا مغادرة الجزائر وقتها، ذلك انهم أرادوا البقاء مع الشعب الذي أحبهم وأحبوه وخدموه بحب كبير.

لكن يوم التكريم هو تطويب للشهداء المسيحيين، وهذه تقاليد الكنيسة بتكريم من يُقتل شهيداً لايمانه، ولكنه فعلُ صلاة من أجل أرواح الضحايا الذين سقطوا آنذاك وما زالوا يسقطون في بقاع الأرض بسلاح الارهاب البغيض.

وانّ هذا الحدث هو يوم التضامن الديني في التحذير مجدّداً ومراراً، وبدون أي مساومة أو تساهل، بأنّ الدين لا يمكن أن يسير مع العنف، وإذا تم الادعاء بإمكانية ذلك فإنه يجيء تشويهاً للدين وليس تبياناً لأصالته. وقد أثبتت تجارب العقود السابقة بفشل الادعاء بأن الدين قد يستقيم مع العنف ولا مجال لخلق أخوّة بينهما. وهي دعوة متجددة إلى التآزر والتكافل بين أتباع الأديان الذين حضروا معاً حدث التطويب، في أن التعاون هو أساس العلاقة المبنية على الحب المبني بدوره على الكتب المقدسة: أحبب الله وأحبب القريب – أو الجار. نعم للتعاون ولا لغيره من سبيل لخير الانسانية.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF