خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

وثـقافـة السينما !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة السينما، ألم تخطف عقولنا وقلوبنا وابصارنا طوال القرن العشرين وزحفت معنا الى الواحد والعشرين؟! ألم تُشكل جزءاً من متعتنا وخيالنا والأهم منهما.. ثقافتنا ؟! ألم تلمع في سمائها المدهشة نجمات احببناهن حد العشق والوله ونجوماً بلغ اعجابنا بهم حد التقليد الأعمى ؟ ألم يبرز من خلالها كُتاب خلّدتْ رواياتِهم وصنعتْ من شخوصها خوارق كأبطال الاساطير؟ لكن الخطير في امرها ان شركات الانتاج السينمائي الكبرى في هوليود حوّلتها الى صناعة استطاعت ان تتحكم بها وتهيمن على ((رسالتها الفكرية)) حتى أنها نجحت من خلال أفلامها البالغة الابهار في اقناع العالم لبعض الوقت بأن الغزاة الاوروبيين البيض للقارة الاميركية كان من حقهم أن يبيدوا أصحاب البلاد الاصليين من هنودٍ حمر اغتصبوا ارضهم الطيبة كي يطهروها منهم ومن كفرهم ومن سحرهم ثم يجلسوا حول المائدة في عيد الشكر ليأكلوا الديك الرومي ! ومن حقهم كذلك ان يعتبروا أن عبيدهم السود الذين سرقوهم من افريقيا غير قابلين للاصلاح لأنهم يحنّون لأخلاقهم الموروثة مجرمين منحرفين مدمنين ينبغي ان يدخلوا السجون !

وفي ظل مبدأ التنافس الذي يفخر به اقتصاد السوق في مجال التميز والابداع رأينا الجوائز العالمية الكبرى كالاوسكار تُمنح في اغلب الاحيان لافلام هوليود حتى ظن الناس أن ما دونها لا يستحق المشاهدة رغم ظهور مواهب وطاقات وابداعات مؤمنة بان الفن السينمائي ليس فقط تسلية واثارة للاحاسيس فلم يلوّثها الجشع وقدمت اعمالاً شجاعة تعبر عن اصالة الخير عند الانسان وتبشر بالحرية لكل الشعوب وبانتصار العدالة الاجتماعية وحقوق المرأة وكل المهمشين، لكن هذه الاعمال لم تكن لتجد طريقها ميسَّرة الى دور العرض الكبرى حول العالم ليشاهدها الناس كما يشاهدون مجمل الانتاج الهوليودي بغثه وسمينه، وامام هذا الانسداد قامت فكرة نوادي السينما التي تعرض الانتاج الموضوعي الهادف لافلام فازت بجوائز رصينة ليست خاضعة بالضرورة للمعايير التجارية الاميركية وقد انتشرت هذه النوادي في كثير من مدن العالم وأذكر أني اهتديت لاحدها في دار متواضعة للعرض في لندن عام 1962 وشاهدت فيلم Let My People Go الذي فتح عيون الشعب البريطاني على مأساة السكان الاصليين في دولة جنوب افريقيا وهم يكافحون نظام الابارتهايد العنصري الابيض !

حتى عندنا في عمان قام رواد متحمسون في سبعينات القرن الماضي بانشاء ناد للسينما شاهدنا فيه مثلاً الفيلم الروسي ((هاملت)) والفيلم الاميركي ((العودة للوطن)) لجين فوندا عن جرائم الحرب ضد فيتنام وكان نقاشٌ فكري وفني جادّ يجري بعد العرض، لكن هذا النادي ظل يتعثر الى ان التقطت مؤسسة عبد الحميد شومان الراية بانشاء قسم للسينما مازال منذ حوالي الثلاثين عاماً مستمراً في عروضه الاسبوعية التي تنمو وتتسع قاعدة مشاهديها كمًّا ونوعاً حتى ليفيضون احيانا عن قاعة السينما الى القاعات الاخرى كما حدث مثلا قبل بضعة شهور اثناء عرض الفيلم الفرنسي ((كارل ماركس شابا)) وكان اكثرهم من صغار السن المتلهفين على معرفة المزيد عن ذاك الفيلسوف الثائر ومادروا اننا كنا في شبابنا معّرضين للاعتقال لو رددنا اسمه او تحدثنا عن افكاره..!

وبعد.. مازالت كل الثقافات، ومن بينها السينما قادرةً على شق طريقها الى قلوب وعقول الناس إذا كان وراءها من يحملها بشجاعة وشرف..
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF