كتاب

دعوة ملكية لمواجهة الاشاعة بالحقيقة وحماية حرية التعبير

مقال جلالة الملك الذي حمل عنواناً لافتاً عبر تساؤل استنكاري للدور الذي باتت تقوم به منصّات التواصل الاجتماعي الذي حمل المقال الملكي في عنوانه كما في ثناياه الإجابة كأنها بل هي اصبحت وسائل تناحر اجتماعي، موجّه هذا المقال إلى الأردنيين والأردنيات كافة كي يُدقّقوا ويتبصّروا ويقفوا على حقاق ما يحدث في مجتمعنا وما نحن في أمسّ الحاجة إليه كي نفتح نقاشاً حاداً ومفتوحاً وعميقاً حول أولوياتنا وقضايانا الوطنية المهمة وهي كثيرة ومتنوّعة في الوقت ذاته الذي أراد جلالته الإضاءة والتركيز على مسألة جوهرية باتت تقض مضاجع الجميع في هذا البلد العزيز ولم يعد من الممكن صرف النظر عن مخاطر والعمل على تبديد ما راكمته من ظواهر سلبية عبر بث الشائعات والكيد السياسي والتربص الشخصي وتجاوز كل المنظومات القيمية والأعراف والتقاليد بل الخوض في الأعراض والمقامات والكرامات.

وإذا كان جلالته قد لفت في بداية مقاله الى ما توفره المنصات الالكترونية مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما للجميع كصوت مسموع وفرص غير مسبوقة للتواصل والتعبير عما يجول في خواطرنا وتبادل الآراء ولفت الأنظار إلى القضايا المحورية والإنسانية وتسليط الضوء على القضايا المحورية ومناقشتها والبناء عليها في حال كان الحوار بناءً، فإنما أراد جلالته من تثمين هذا الدور الحيوي الذي وفرته تلك المنصات، سماع أفكار المواطنين وآرائهم دون فلترة للمعلومات أو الآراء أو حواجز أو قيود قدر الاستطاعة، لكن ما يقلق مؤخرا وما رآه جلالته كما كل متابعي ما يكتب ويدور ويُعلق من شائعات وأخبار مزيفة ومختلفة وسيادة الروح العدوانية وتجريح وبث الكراهية وان هدف الذين يقفون خلف بث ونشر تلك الشائعات والفبركات هو خلخلة ثبات هذه المرساة التي تُبقينا ثابتين في وجه العواصف التي تضربنا، وكان رهان جلالته وما يزال على ما يبقى في داخل كل أردني وأردنية من قيم مثلى تجسد اعلى معاني الاخوة والتضامن والتكافل، وهذا ما كان وسيبقى يميزنا على الدوام.

خطورة مثل هذا الاستخدام غير الأخلاقي وغير المشروع والشرير لمواقع التواصل الاجتماعي وبالمناسبة وحتى لا نجلد أنفسنا موجود في دول عديدة، لكن جلالته أراد التحذير وإضاءة الضوء الأحمر قبل فوات الأوان رفضاً من جلالته لما يخلفه هذا الاستخدام العابث لوسائل التواصل الاجتماعي من سلبية وشعور بالاحباط وابقاء القارئ حائرا بين الحقيقة والشائعة فضلاً عمّا يخيم على المجتمع من جو الريبة والارباك والتشاؤم وبخاصة سرعة انتشار الشائعات، لم يعد في النهاية عاكساً الصورة الحقيقية لقيمنا الاصلية ومجتمعنا ولواقعنا الذي نعيش فيه كل يوم.

الامثلة التي اوردها جلالته حول ما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي والدراسة الداعمة لمقولة ان الاشاعة باستطاعتها الدوران حول العالم قبل ان ترفع الحقيقة رأسها والتي قام بها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومفادها ان الاخبار الملفقة على منصة تويتر مثلاً لديها فرصة الانتشار تتجاوز 70% مقارنة بالحقيقة، ناهيك عن تذكير جلالته بموجة الشائعات والاكاذيب التي انتشرت في فترة إجازة جلالته المعتادة، لا بل بعد عودته واستئناف برامجه المحلية وبقاء سؤال اين الملك قائماً؟ كدليل على استمرار البعض بالتشكيك حتى في وجود جلالته أمامهم، وتساؤل جلالته هل اصبح وهم الشاشات اقوى من الواقع عند البعض، قصد من ايرادها وطرحها أمام الاردنيين كافة القول بوضوح والتاكيد بما لا يقبل التأويل ان كل من يُسيء الى اردني سواء من عائلة جلالته الكبيرة او الصغيرة انما يُسيء لجلالته شخصياً.

مقال جلالة الملك بمحطاته وعناوينه وشروحاته المتعددة المستندة الى أمثلة واشارات ودعوات الى تطوير تشريعاتنا الوطنية بما يؤكد صون وحماية حرية التعبير ويحفظ حق المواطنين في الخصوصية والقضاء على الشائعات والاخبار المضللة ومنع التحريض على الكراهية وبخاصة تداعيات التعامل مع حادثة البحر الميت تحتاج الى معالجة وقراءة اخرى غداً بإذن الله.