كتاب

العلاقة بين ضغوط العمل والرضا الوظيفي

حظي موضوع ضغوط العمل باهتمام الباحثين في السلوك التنظيمي، لما تتركه تلك الضغوط من أثار وانعكاسات سلبية تؤثر على الفرد والمؤسسة والمجتمع ككل، حيث تؤثر تلك الضغوط على مستوى الرضا الوظيفي للأفراد الأمر الذي يعيق المؤسسات من تحقيق أهدافها التنظيمية بفاعلية عالية.

وتشكل بيئة العمل عاملاً مؤثراً على أداء المؤسسات الأمر الذي يتطلب توفير بيئة عمل مناسبة للموظفين سواء على الصعيد المادي أو النفسي أو الاجتماعي وبالتالي يصبح الفرد أكثر التزاماً وأكثر إنتاجية من الموظفين الذين يؤدون أعمالهم في بيئات عمل ضاغطة.

ولمّا كان العنصر البشري، هو الأهم في بيئة التنظيم فهو يؤثر فيها ويتأثر بها على جميع الأصعدة الإدارية والهيكلية والفنية، فإنه يقع على عاتق الإدارة مسؤولية تطوير، وتنمية الموارد البشرية الموجودة في المؤسسة وتنميتها، لتحقيق أهداف العاملين بها وتحقيق التوازن بين مصالحها ومصالح أفرادها وزيادة ثقة العاملين فيها، ورفع روحهم المعنوية.

إلاّ أن عدم وجود بيئة عمل مناسبة يخلق حالة من عدم التوازن داخل الفرد ويؤدي إلى إحداث ضغوط العمل والإحساس بها، وبالتالي التعامل معها بأساليب وأشكال مختلفة تؤدي في النهاية إلى انخفاض الانتاجية وزيادة الدوران الوظيفي بين العاملين.

يعد الرضا الوظيفي المحرك الأساسي لدافعية الأفراد لأداء الأعمال على أكمل وجه، فكلما كان رضا الأفراد عن الأعمال التي يؤديها في بيئات العمل المختلفة عالياً كان مستوى تحقيق الأهداف التنظيمية عالياً.

•العلاقة بين ضغوط العمل والرضا الوظيفي لدى الموظفين:

1-التعرف على مفهومي ضغوط العمل والرضا الوظيفي وابعادهما النظرية

2-دراسة العلاقة بين ضغوط ومستوى الرضا الوظيفي للموظفين.

مفهوم ضغوط العمل

تناول الباحثون في الإدارة والسلوك التنظيمي للمنظمات موضوع الضغوط عموماً وضغوط العمل على وجه الخصوص بالبحث والتحليل، ونتيجة لذلك ظهرت عدة تعريفات كلها تركز على أسباب تلك الضغوط والآثار الناجمة عنها.

•ضغوط العمل هي»مجموعة من المثيرات التي تظهر في بيئات العمل وتًحدث مجموعة من رود الأفعال التي تظهر في سلوك الأفراد في العمل، أو في حالتهم النفسية والجسمانية، أو في أدائهم لأعمالهم نتيجة تفاعل الأفراد مع بيئة عملهم التي تحتوي على الضغوط. كما تعرف الضغوط بأنها»المواقف المؤثرة في التفاعل ما بين شخصية العامل وظروف العمل والتي تترك آثاراً سلبية على الحالة النفسية أو البدنية للعامل وتدفعة إلى اتخاذ سلوكات مغايرة لما هو معتاد ومن خلال ما سبق يلاحظ أن ضغوط العمل عبارة عن مثيرات متعددة المصادر تفرض على الفرد من خلال بيئة عمله، كما أن تلك الضغوط تقابل باستجابات مختلفة في الشدة والتاثير من شخص لآخر وأن آثارها تظهر على السلوك الوظيفي للفرد.

مصادر ضغوط العمل

1- الضغوط الناتجة عن بيئة العمل ذاتها: ومن تلك الضغوط زيادة العبء الوظيفي على العامل أو كثرة المتطلبات الوظيفية المطلوب إنجازها في زمن قياسي محدد، أو عدم التكيف الوظيفي حين يعجز العامل عن إقامة علاقات مع زملائه داخل بيئة العمل، ويطلق على هذا النوع من الضغوط الضغوط الخارجية.

2- الضغوط التي تتعلق بذات العمل أو الضغوط الداخلية: وهذه الضغوط لا علاقة لبيئة العمل بها وإنما تنشأ من داخل الفرد العامل مثل المرض أو العجز عن إشباع الحاجات.

ويظهر من خلال ما سبق أن ضغوط العمل ليس لها مصدر واحد وإنما تتباين تلك المصادر منها ما يتعلق بطبيعة البيئة التنظيمية التي يؤدي العامل فيها متطلبات وظيفته، ومنها ما ينبع من ذات الفرد ويسبب للفرد ضغوطا تؤثر على أدائه الوظيفي.

الرضا الوظيفي:

يتوقف نجاح المنظمات على تحقيق أهدافها التنظيمية على جملة من العناصر، ومن بين ابرز تلك العناصر الرضا الوظيفي لدى العاملين في تلك المنظمات، لذا ركزت أغلب بحوث ودراسات السلوك التنظيمي للمنظمات على عنصر الرضا الوظيفي باعتباره حجر الزواية في نجاح المنظمات واستمرارها.

مفهوم الرضا الوظيفي

الرضا الوظيفي هو:الحالة الداخلية الايجابية التي يشعر بها الفرد تجاه وظيفته»أو هو»الاتجاه الإيجابي للفرد نحو عمله.

عوامل الرضا الوظيفي

إن بيئة العمل تتطلب توفير ظروف عمل جيدة وإشراف جيد ومرتبات ومزايا ومكافآت جيدة وقدر من الاهتمام والتحدي بالوظيفة الأمر الذي يسهم في تحقيق الرضا الوظيفي لدى الموظفين ويكسبهم شعوراً إيجابيا تجاه المنظمة التي ينخرطون في أنشطاتها التنظيمية.

أبرز العوامل التي تسهم في تحقيق الرضا الوظيفي تنحصر في عاملين رئيسين هما :

1- العوامل التنظيمية: ويندرج تحت هذا عامل الحوافز ومستوى اللامركزية وتفويض الصلاحيات وبيئة العمل المادية والتدوير الوظيفي.

2- العوامل الذاتية لدى الفرد :وهي العوامل التي تنبثق من شخصية الفرد نفسه وتتمثل بالاحترام والتقدير واتفاق القيم الشخصية مع قيم العمل والرفاه الاجتماعي.