عبدالهادي راجي المجالي
لقد شاهدت ( فيديوهات ) من مهرجان قلق، ولا أعرف من أحمل المسؤولية: الحكومة، الداخلية، الأهل.. المجتمع ككل
أريد أن أهمس في أذن أحدهم... ليس مهاجما ولا معاتبا ولكن لتوضيح وجهة نظر... ما حدث في هذا المهرجان، من مجون وتحرش، وعربدة.. جعلني اتأمل وجوه من حضروا وأغلبهم للأسف شباب.. في سن العشرين وربما الـ (18) وربما أكثر أو أقل.
من هم في مثل هذا الجيل، التحقوا بالخدمة العسكرية الإجبارية في سوريا، وخاضوا معارك دير الزور ودرعا وحلب، واستطاعوا هزيمة.. كل الجبهات التي أنشئت بتمويل دولي .. سوريا أنتجت جيل حرب، وجيلا قادرا على التعاطي مع شتى أنواع السلاح، والقتال في كل الظروف.. ونحن ننتج قتال التحرش والمجون للأسف.
من هم في مثل هذا الجيل، كانوا عصب ميليشيا الحشد الشعبي..التي قاتلت داعش وقهرتها، والأهم أنها المليشيا التي استردت (كركوك) من الأكراد، والتي ما زالت تشكل قوة سياسية وعسكرية في العراق، يحسب لها ألف حساب...
من هم في مثل هذا الجيل وأصغر، شكلوا القوة الضاربة لحزب الله.. وقد عادوا بعد جولات قتال شرسة في سوريا، عادوا إلى لبنان كي يلتحقوا بالمواقع المتقدمة... وربما سيحضرون لجولة قتال جديدة مع إسرائيل .
من هم في مثل هذا الجيل، ابتكروا انتفاضة جديدة في فلسطين .. حين أسسوا، ثورة السكاكين والطعن، وأرعبوا جيشا يعتبر الأكبر والأقوى في المنطقة.. وإخوتهم في غزة أسسوا مسيرات العودة ومن الكاوتشوك والبالونات أنتجوا أسلحة جديدة.. أرعبت إسرائيل بكل ما في المشهد من دم وتضحية وفداء..
الدول تؤسس أجيالا قابلة للتضحية في سبيل الأوطان والمبادئ.. أجيالا تحمل السلاح وتقاتل.. ونحن للأسف نؤسس مهرجانات للتحرش والتعرية..
هذه هي، منجزات... منجزات الفكر المتحرر.. منجزات، من يرون في العشيرة والمجتمعات المحافظة عبئا على التنمية والفكر الحر والدولة المدنية.. ويتحمس للأسف واحد من هذا التيار ويضع تعليقا على صفحته في الفيس بوك قائلا: (هاي حرية شخصية)..
يا حسرتي ...
[email protected]