د. عميش يوسف عميش
في 11/9/2001 قامت مجموعة ارهابية من القاعدة بعمل ارهابي باستخدام طائرات تحمل متفجرات. ودمرت مبنى التجارة العالمي في مدينة نيويورك. ومنطقة (أرلينجتون) فرجينيا. وتسبب في قتل وجرح الاف من هم داخل هذه المباني. هذا العمل الارهابي المشين كان الأول من نوعه عنفاً بعد الهجوم الياباني الكاسح على ميناء (Perl Harbor) في هواي (7/12/1941). وسيظل العالم يتذكره على أنه سلوك لا أخلاقي وعمل غير إنساني. وقد أدان العالم واستنكر هذا العمل الجبان لأنه ضد الانسانية والحضارة والمعتقدات والديانات السماوية. ولا بد من مواجهة أي ارهاب واقتلاعه من جذوره. ولم تتوقف عمليات الإرهاب بل استمرت حتى اليوم. بالإضافة لاستخدام أسلحة الدمار الشاملة الكيماوية والبيولوجية والصواريخ البالستية وربما مستقبلاً النووية. وهذا ما شهدناه بداية الربيع العربي الدامي الذي دمر بلدانا عربية وقتل الألوف وشرد الملايين فأصبحوا بلا مأوى وطعام وماء ومعظمهم لاجئون. وبعد مرور عام على تلك الجريمة قامت المجلة الطبية الأميركية (Clinics in Dermatology) في (1/7/2002) بنشر عدد خاص حول هذا العدوان ومواضيع تتعلق بالحرب والأسلحة والحرب الكيماوية. وكان عنوان العدد (Gearing up for war) (التتريس) أي التزويد بالتروس الحربية. وقد شارك ثلاثة علماء هم أعضاء في هيئة تحرير المجلة، يؤمنون بأن الإرهاب مكروه وحرام وضد جميع الديانات وأن العالم يجب أن يعيش في سلام تسوده المحبة والوفاق. وهم (1) البروفسور عميش يوسف عميش (عربي). (2) البروفسور لاري باريش (امريكي). (3) البرفسور روني وولف (يهودي). المهم أن مقدمة المجلة وأول صفحة توجت بثلاثة أحاديث وآيات دينية تعبر عن الاسلام والمسيحية واليهودية تدين قتل الأبرياء: ونشرت الآية القرآنية باللغة العربية. وهذا يحدث لأول مرة في الصحافة الأميركية.
ان ما حدث في 11/9/2001 هز العالم بأكمله وعلى الجميع وخاصة الساسة والعلماء والمثقفين والأطباء الوقوف ضد الإرهاب، لأننا بحاجة لصوت العقل والضمير من كل إنسان ودولة للتخلص من ظاهرة الإرهاب. وعلينا العمل جميعاً ومد العون للشعوب الذين دمرت حياتهم المجموعات الإرهابية والقضاء عليها. منذ ذلك الحدث مرت 17 سنة وشهدنا تفاقماً في موضوع الإرهاب في عالمنا العربي وامتد لمعظم بقاع الدنيا. أدى ذلك لتدمير المدن والقتل وسبي النساء والأطفال ودفعهم للجوء القسري. اننا مدعوون وعلينا المسؤولية الكبرى لحماية إنساننا والقضاء على جذور الإرهاب في كل مكان واستنكار جعل الدين غطاء له وهذا يتطلب التضحية والعمل المشترك لشعوبنا وأن نقف معاً كأمة واحدة قوية متماسكة ترفض الإرهاب وتعمل لدعم تنمية وتقدم أوطاننا.
[email protected]