د. عميش يوسف عميش
أشكر الصديق د. همام غصيب لاهدائي كتابه "الكراسة القرمزية"، الطبعة الثانية (2010) اصدار (دار الورد) الاردنية للنشر. شغل د. همام استاذاً للفيزياء بالجامعة الاردنية والامين العام لمنتدى الفكر العربي الذي يرأسه سمو الامير الحسن بن طلال. وتحرير مجلة المنتدى. قام بتأليف عدة كتب وحاز على جائزتي فولبرايت وعبد الحميد شومان. يعلق د. همام على كتابه "نظراتي هذه حصيلة ليالي معدودات، عميقة الجذور"، و"توالد فكرية وجدانية شتى". "جذورها تضرب في ارض الواقع المر بعمق وضراوة". اما ما اسماه"مدخل" فيصف ذلك بسطور كتبها بمدينة مانشستر (1972)، الطقس والجو النفسي. وليالي امضاها. واتصور د. همام في غربته، كان يريد العودة لعمان التي يحبها للتعبير عن امكاناته الادبية. أسلوب كتابه فلسفي ويتحدث عن النفس البشرية وبطريقة "السهل الممتنع". بعضها تشاؤمي ويخرج منها ليتحدث عن ما اسماه"طعنات الايام". ويقول"فما النفس الا معجم يخف او يثقل يكون مفتوحاً او مغلقاً". فهل كان يقصد بكلمة "المعجم" – "القاموس". ويقول: "هكذا يتجلى عمق الوجود: وطريق العودة"للارتقاء"كأنه يؤكد"عمق الوجود"الذي نعيشه غشاء رقيق حدوده الاخرى كما فهمتها "اللا وجود". فهمت كلماته فيها اليأس والتشاؤم. اسمى كتابه "كراسة". واعطاها اللون القرمزي"الصبغ الاحمر"ليعبر عن شعوره بالام الناس، في الفصول (13 الى 18). يشعر القارئ خلالها باليأس، والفصل (19) "ينتقل لاشراقة الحياة"ويصف النفس سجينة للحياة. وفقدان الامل في الفصلين (20-21). يتحدث الفصل (22) عن الحب ويصفه بالمشعل الذي لابد ان يخمد يوماً. ويتحدث عن خبث الوجود ويؤكد: "انتماء النفس لتيار الحياة كسلاحها الاكبر والوحيد". لماذا يؤكد ذلك، باعتقادي ورغم يأسه عاد ليؤكد ان الحياة جميلة واعطانا املاً كبيراً لنحياها. يتحدث عن العزاء، والسلوان. ويعطي مدحاً للنفس فيصفها بالسمو وتحطيم الاغلال لتصل لأعلى السموات وهنا يعني ان"التحرر هو نهاية المطاف ولابد ان يحدث". الفصل (29) يتحدث عن "فن الحوار" والمفروض اقترانه بالأفعال. وفي الفصلين (30) و(31) يقول ان الوجود له وحقائق كألوانه البراقة. والفصل (32) يقول: "انه لا بد ان يكون"هدف الحوار هو الحوار" وليس تمرين اكاديمي. ويقول: ان فترات الصمت هي اصغاء وتعبير، وهذا يذكرني بمقولة: "اذا لم تفهم صمتي فلن تستطيع ان تفهم كلماتي". ويحاول تحدد العلاقة بين الجمال وانقباض النفس ويؤكد ان الابداع والخلق ثمنهما باهظ، ويضع صفة متشائمة للتفاؤل فيقول: "مرة هي الحياة ومرة هي الحقيقة" "اما الجمال فما هو الا وميض"يشعرنا بالطمأنينة، ويختلط بالألم الصامت. واخيراً يقول: "لاندري كيف بلبت العاديات عالمنا القديم، وقلبت لهجتنا الواحدة للهجات، ونحن نرى اخوان الصفا متنافرين وخلان الوفا متباعدين ومهما عملنا نبقى نحن نحن كالعجلة التي تدور في الطين. ويقول: اتوجهون سهام الطعن والتجريح لصدورنا لانتقاد بعض ما يكدرنا من هنات الوطن؟ وماذا تتوقعون منا؟ ان نحجب الطرف عن السواد، ام ان ننتهج مسلك تمجيد كمال هذا الكون.
[email protected]