د. عميش يوسف عميش
البروليتاريا (proletarius) مصطلح ظهر في القرن التاسع عشر ضمن كتاب (بيان الحزب الشيوعي) وضعه الفيلسوفان الالمانيان كارل ماركس وفريدريك أنجلز يشيران لطبقة التي ستتولد بعد تحول اقتصاد العالم من اقتصاد تنافسي لاحتكاري، ويقصدان بالبروليتاريا طبقة لا تملك وسائل إنتاج وتعيش من بيع مجهودها العضلي والفكري. ويرى ماركس أن الصراع التنافسي في ظل الرأسمالية، سيؤدي لسقوط واندماج شركات تتحول الى احتكارية ويصبح نضال الشعوب موحداً لعدو واحد (البروليتاريا) وهي طبقة العمال الكادحة، وتبيع عملها الفكري والثقافي والعضلي فقط. ويعتبر ماركس البروليتاريا ستبني الاشتراكية.
وذلك لم يتحقق. وفي العصر الروماني شكلت طبقة اجتماعية تمتلك القليل من وسائل العيش. وبرزت البروليتاريا في المجتمع الروماني بقدرته لتربية الأطفال واستعمار الأراضي الجديدة بعد تأسيس الإمبراطورية الرومانية. وسمي المواطنون الذين لديهم ممتلكات كبيرة باسم (رؤوس الاسرة).
نتج عنه حرمان البروليتاريا حقوقها في التصويت لافتقارها لأدنى الممتلكات المطلوبة. وفهم المؤرخون الرومان بعد سنوات بان ما تسمى (Comitia Centuriata) هي الجمعيات التشريعية الشعبية للإمبراطورية الرومانية وتتشكل وحدات التصويت والاعضاء ممثلين المواطنين حسب قيمة ممتلكاتهم. وتجتمع الجمعيات لبحث مسائل اجتماعية وسياسية وعسكرية مطلوبة. وإعيد بناء المجموعات العسكرية المختلفة، وفي نهاية الجمهورية الرومانية (509ق.م) وسميت (كوميتيا سنتورياتا) = عاجزة سياسيا، وادى لتأكل البروليتاريا. بعد حروب أدت لانخفاض المزارعين وأدائهم للواجب العسكري. لكن بعد إصلاحات الجنرال الروماني (غايوس ماريوس) (157-86ق.م) أصبح البروليتاري العمود الفقري للجيش. واستخدم ماركس مصطلح البروليتاريا في نظريته الاجتماعية السياسية الماركسية لوصف طبقة عاملة محرومة من الملكية الخاصة وقادرة لعمل ثوري يسقط الرأسمالية لخلق المجتمع الطبقي. اما البروليتاريا في النظرية الماركسية–طبقة اجتماعية لا تملك وسائل الإنتاج وتكون وسيلة عيشها الوحيدة بيع قوتها العاملة مقابل أجر. وترى الماركسية أن البروليتاريا والبرجوازية تتضاربان لأن العمال يرغبون أن تكون أجورهم عالية، بينما الملاك يأملون بالأجور المنخفضة. وكان ماركس يميز بوضوح بين البروليتاريا كعاملين يتقاضون رواتب "خرقة البروليتاريا"، اي فقراء ومنبوذين متسولين، محتالين، مجرمين وبغايا، ويعتبرون طبقة رجعية. وكافحت الأحزاب الاشتراكية لتمثيل جميع الطبقات الدنيا، البروليتاريا. ووفقا للماركسية فالرأسمالية تستغل البروليتاريا من قبل البورجوازية. اويجب على العمال الذين لا يملكون وسائل إنتاج خاصة بهم، استخدام وسائل إنتاج الآخرين، وبالتالي كسب رزقهم. بدل توظيفهم من قبل الرأسماليين وإنتاج السلع والخدمات لهم. وتصبح هذه ملكًا للرأسمالي يبيعها في السوق. وجادل ماركس بأن هدف البروليتاريا تحطيم النظام الرأسمالي وإلغاء العلاقات الاجتماعية المبنية على النظام الطبقي ثم تطويره لمجتمع شيوعي واعتقد ان "التطور الحر لكل منهما شرط لتطوير المجاني للجميع " كما كان يعتقد وهذا الاعتقاد غير واقعي لان طبقة البروليتاريا كادحة وعمالية وليست منافس سياسي كالماركسية والرأسمالية، لذلك فان اعتقاد ماركس بان طبقة البروليتاريا هي الطبقة التي ستحرر المجتمع وتبني الاشتراكية بشكل اممي كان وهماً وشيء نظري ولم يتحقق ابدا
[email protected]