تأهيل الشباب الأردني وبناء قدراتهم بما ينسجم والأدوار الجديدة، وتحفيزهم لإنتاج الأفكار وتطويرها كان محور حديث سمو الأمير الحسين بن عبدالله حفظه الله مع طلاب جامعة الحسين بن طلال في محافظة معان، فقد أشار سمو ولي العهد في رسالته للشباب أنهم ثروتنا وهم رواد المستقبل وفرسانه، وبهمتهم وعزيمتهم سيتمكن الأردن من المضي قدماً في مسيرة البناء والإبداع والإنجاز، وبقدراتهم وطاقاتهم الكبيرة وأفكارهم البناءة سيتمكنون من تحقيق آمالهم وطموحاتهم وسيقدمون نموذجاً أردنياً حضارياً متميزاً وملهماً.
ووجه سموه الشباب إلى مواجهة التحديات بأدوات وأفكار جديدة، والابتعاد عن الرتابة والتقليدية، وأن يحاولوا صناعة مستقبلهم من خلال ابتكار الأفكار الإبداعية والبعد عن الأحكام المسبقة والتثبيط، وبين سموه أن دور الجامعات والقيادات الفكرية فيها هو تهيئة البيئة المناسبة للشباب ليصنعوا فرصهم وطموحاتهم.
وفي هذا السياق تمثل جامعة الحسين بن طلال مثالاً رائداً وحاضنة فكرية للشباب الأردني في جنوب الوطن وكانت منذ تأسيسها تسعى نحو التميز ودعم الطلبة المتميزين حتى حققت نجاحات كبيرة وعلى مختلف الصعد والمجالات، وحصد طلبتها وخريجوها جوائز عالمية في الكثير من دول العالم المتقدم.
لقد استطاعات جامعة الحسين بن طلال ومنذ تأسيسها قيادة الدور التنموي والنهضوي في محيطها وتوفير فرص كبيرة للشباب للتعلم والثقافة ومواصلة تطوير القدرات تحقيقاً لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الذي يعتبر الجامعات بيوت خبرة والرافعة الأساسية للتنمية والتطوير في الدولة، حيث كانت جامعة الحسين بن طلال أولى المكارم الهاشمية لجلالته بعد تسلمه سلطاته الدستورية، ويلحظ الجميع حجم الأثر الكبير على جميع مجالات التنمية التي أحدثتها الجامعة منذ تأسيسها.
واليوم تحتضن جامعة الحسين بن طلال تسع كليات تضم كلا منها مجموعة من الأقسام والتخصصات الأكاديمية إضافة إلى برامج الدراسات العليا المواكبة للمستجدات العلمية والتنموية كتخصص الماجستير في الطاقة المتجددة والماجستير في الإدارة السياحية وكذلك ماجستير الأرشفة الإلكترونية وإدارة المعلومات، كما تقود جامعة الحسين بن طلال من خلال كوادرها المؤهلة والمدربة التوجهات والمشاريع والبرامج المعنية بالطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والتي تبشر بمستقبل مشرق للتنمية في الأردن .
لقد كانت كلمات سموه للشباب الأردني في جامعة الحسين بن طلال دافعاً قوياً وحافزاً معنوياً رغم التحديات الكبيرة التي تواجه مسيرة مستقبلهم في إقليم مستعر ومليء بالتحديات، فقد تحدث سموه بأن « تحديات جيلنا كثيرة، فمن جهة: إقليم مؤجج بحروب دامية، لم نرث سوى تداعياتها على بلدنا، ومن جهة أخرى: مناخ اقتصادي مثقل بالأزمات؛ ولا ننسى البطالة، ذلك التحدي الذي يخيّم على كثير من دول العالم وليس حصراً على الأردن
ولكن رغم ذلك أكد سموه على أنَّ « التاريخ يسجل لا همة تضاهي همة الأردنيين، مضيفاً أنَّ التواضع صفة حميدة، إلا عندما يتعلق الأمر بطموحنا لأردننا، فكم من دولة استطاعت إنعاش اقتصادها؛ مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية تفوقوا اقتصادياً على دول غنية بالموارد الطبيعية برؤية ثاقبة، وبحفنة من الإيمان وكثير من الهمة.
[email protected]
