أ.د. محمد الرصاعي
حصول الجامعة الأردنية على مرتبة متقدمة في تصنيف التايمز الدولي للجامعات (Times Higher Education (THE) Golden Age University Rankings 2018) يعد انجازا كبيراوجهدا مميزا يسجل لإدارة الجامعة وطواقمها الأكاديمية والإدارية، وهو ثمرة لعمل دؤوب ومخطط له، بهدف أن تستمر الجامعة الأم في التميز والجدارة التي تستحق بين مثيلاتها من مؤسسات التعليم العالي الوطنية والعالمية.
ومن المؤكد أنَّ الانجاز الذي تحقق للجامعة الأردنية وقبل ذلك لجامعة العلوم والتكنولوجيا سيسهم في استعادة الثقة بمستوى التعليم العالي في الأردن، وعودة السمعة الأكاديمية للجامعات الأردنية إلى سابق عهدها، وتوقف الخشية من تراجع مستوى التعليم العالي الوطني.
وتأتي استجابة الجامعات الأردنية لمسايرة التنافس العالمي بين مؤسسات التعليم العالي في ظل تبني استراتيجيات وطنية لتحويل تحدي العولمة نحو تنمية الموارد البشرية وتطوير مؤسسات التعليم العالي الوطنية، وترتكز هذه الاستراتيجيات إلى تطبيق المعايير الدولية والأسس التي تعتمدها مؤسسات الضبط والجودة العالمية وفي مقدمتها أسس تصنيف مؤسسات التعليم العالي، كالبحث العلمي وعدد طلبة الدراسات العليا والبيئة التعليمية المنتجة، واستقطاب الطلبة الأجانب. والجدوى التي تتحقق من هذا التوجه هو العائد الكبير والقيمة المضافة في خانة تنمية الموارد البشرية وخاصة في دولة مثل الأردن يقوم معظم اقتصادها على هذا المورد.
لذلك يجب أن تنطلق الخطط الإستراتيجية للجامعات من أهداف تحقق معايير التصنيف العالمية لمؤسسات التعليم العالي، وفي مقدمة هذه المعايير البحث العلمي وجودة المنتج البحثي لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، وهذا يتطلب جهودا كبيرة في تأهيل قدرات الباحثين وانتقاء الكفاءات المميزة منهم في أثناء استقطابهم للعمل في الجامعة، إضافة إلى ابتكار بيئات بحثية وتعليمات تحفز البحث العلمي وفق متطلبات تنافسية عالية.
وفي ذات السياق توفر برامج الدراسات العليا فرص كبيرة وقوة دفع للبحث العلمي شريطة أن ترتكز هذه البرامج لخطط إنتاج المعرفة وليس اكتسابها، وربطها ما أمكن بالصناعة المحلية وتطوير المنتج.
كما أن الحد من هجرة الكفاءات الأكاديمية من جهة ومحاولة استقطاب كفاءات أردنية أو عالمية ضمن مشاريع بحثية وتبادل لأعضاء هيئة التدريس مع جامعات عالمية مرموقة من جهة أخرى، يساهم بشكل كبير في عملية الارتقاء في سلم التصنيف العالمي للجامعات، وهذا الأمر هو بمثابة إشكالية كبيرة، حيث تخسر الجامعات سنوياً نسبة ليست قليلة من الباحثين المميزين يغادرون للبحث عن فرص أوسع للبحث العلمي وتجاوز الكثير من العقبات الإدارية والمالية.
الجامعة الأردنية وشقيقاتها يقع على كاهلها تنمية الموارد البشرية وتطوير البحث العلمي واستقطاب الطلبة العرب والأجانب، وهي مسؤولية كبيرة ستعزز التنمية في جميع مجالاتها وستكون الجامعات المحرك الأول لتقدم الدولة الأردنية وتميزها إذا ما واصلت السير بهذا الطريق.
[email protected]