عصام قضماني
لا تعلن المخابرات العامة الا عن القليل من العمليات الإرهابية التي أحبطتها في الأردن وخارجه وإلى أن يأتي الوقت المناسب سيفاجأ كثيرون بحجمها ومستوى تهديدها للأمن الوطني والإقليمي والدولي.
تهديد الإرهاب أصبح اليوم مثل بندقية للإيجار , تتحول بوصلته بحسب التمويل , لا يهمه هوية الممول والمبادئ والأفكار وحتى المعتقدات التي يختبئ خلفها هي آخر الحسابات , وهنا يكمن القلق الأكبر في ظل تبدل المواقف وتغير التحالفات في إقليم لا أحد يمسك بخارطة التحولات فيه.
إن أفضل خدمة يمكن أن تقدم لمثل هذه التيارات هي إهتزاز الثقة بالدولة وقدراتها وشيوع الفوضى وتنامي التشكيك , حتى مع رفع درجة التأهب والمتابعة واليقظة , سيمثل تقويض الثقة ثقوبا سوداء يتسلل عبرها الإرهاب والتطرف.
المعركة مع الإرهاب تتبدل كل لحظة , بقدر تبدل ولاءات التنظيمات الإرهابية وعملياتها بدءا بالتخطيط للإعتداءات ومرورا بتهريب السلاح والمخدرات , وفي الأخيرة يمكن تفسير النشاط المتزايد لمهربي المخدرات الى الأردن وعبره وعائداته تذهب لتمويل هذه التنظيمات التي تختبئ وراء الدين.
يكفي أن نعرف أن الأجهوة الأمنية والمخابرات العامة أحبطت 11 عملية إرهابية مفترضة خارج الأردن أو في طريقها اليه منذ بداية هذه السنة , ولعل سقوط تنظيم داعش على شكل الدولة المزعومة سيخلق تهديدا من نوع آخر وهو المتمثل بالذئاب المنفردة التي تتحرك بتوجيه من قيادات ميدانية.
ليس سرا أن 1325 أردنيا إلتحق بتنظيمات إرهابية منذ بدء الحرب في سوريا ( داعش والقاعدة والنصرة وغيرها ) قتل منهم أكثر من 300 ولا زال نحو 600 يقاتلون في صفوف هذه التنظيمات ومن بينهم قادة , وهو عدد قليل مقارنة بأعداد الملتحقين بهذه التنظيمات من دول عربية وأجنبية , والمشكلة ليست فقط في بقاء هؤلاء ضمن صفوف التنظيمات بل في تجددهم ونشاطهم المتنامي في تجنيد المزيد عبر شبكة متطورة من الإتصالات والوسائل والأساليب والتضليل.العائدون من الأردنيين ممن إلتحقوا بهذه التنظيمات يقارب ال300 يجري متابعتهم وإعادة تأهيلهم وفق برامج متخصصة لكن بالرغم من الشكوك حيال نجاح إعادة التأهيل إلا أن السيطرة المحكمة والمتابعة تمكنت حتى اللحظة من ضبطهم , بيد أن السؤال لا زال مطروحا حول ما إذا كان السماح بعودتهم قرارا صحيحا , هل يمكن إعادة تأهيلهم فعلا ؟.
في الجنوب السوري ثلاثة مهددات , وإن كان مدى صمود وقف التصعيد فيه واحدا من بينها لكن الأهم هو تسابق مثير بين داعش التي تحاول إعادة تنظيم صفوفها والقاعدة التي أسست للتو تنظيما جديدا وإيران وميليشياتها التي تسابق الوقت لملء الفراغ.
[email protected]