كتاب

دلال المغربي !



هل تتذكرون هذا الاسم أم نسيتموه ؟

دلال المغربي تلك البطلة الفلسطينية التي هزت عرش الكيان المغتصب ، ولإنعاش الذاكرة أكثر للقارئ الكريم ، دلال المغربي الفتاة الفلسطينية التي قادت عملية « كمال عدوان « تلك العملية التي خطط لها واشرف عليها الشهيد خليل الوزير « ابو جهاد « عام 1978 والتي كان يوم أمس الأحد ذكراها السنوية.

لقد كانت الخطة التي رسمها ابو جهاد تتمثل في قيام مجموعة « دير ياسين « والبالغ عددها 12 فدائيا بقيادة دلال المغربي ابنة العشرين عاما بالتسلل إلى الشاطئ الفلسطيني وتحديدا مدينة يافا وبعد ذلك الوصول « للكنيست « الإسرائيلي واحتجاز أعضائه رهائن من اجل المساومة عليهم مقابل إطلاق سراح عدد من الفدائيين المعتقلين في سجون الاحتلال.

لأسباب لوجستية خارجة عن إرادة المجموعة لم يتم تنفيذ العملية كما خطط لها ، ولكن المجموعة الفدائية وخلال اشتباكها مع القوات الإسرائيلية بعد اختطافها حافلتين أوقعت خسائر فادحة في الجانب الإسرائيلي بلغت حسب تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك مناحيم بيغن 37 قتيلا وأكثر من ثمانين جريحا في مواجهة استمرت لأكثر من 12 ساعة متواصلة أفقدت القادة الاسرائليين صوابهم ولقنتهم درسا في الجرأة والبطولة والتضحية.

ربما لا يعلم الكثير منا أن جثمان الشهيدة دلال المغربي مازال محجوزا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي وهو قرار يعبر وبوضوح عن مدى الحقد الدفين على الشهيدة البطلة ، ويعكس الانحطاط الأخلاقي الذي « ينعم « به قادة إسرائيل ، وبقرار كهذا تدخل إسرائيل وبكل خزي وعار الدولة والكيان موسوعة « جينيس « للأرقام القياسية في مسابقة غياب الضمير الإنساني والتبلد القيمي.

ربما لا يتذكر الكثير منا تلك الصورة المنافية لأبسط القيم الإنسانية ليهود باراك الذي كان مشرفا على عملية التصدي للمجموعة الفدائية وهو يشد شعر دلال المغربي بعد استشهادها ، كان باراك في حالة هستيرية لدى وصوله ارض المعركة بعد أن أطبق الجيش الإسرائيلي على المجموعة ، وكان يسال احد الجرحى من الفدائيين وبعصبية شديدة عن قائد المجموعة ، ولدى إجابته بأنها تلك الفتاة الغارقة بدمائها لم يصدق ما سمعه وأعاد تكرار السؤال وبعد سماعه للجواب نفسه توجه نحو جثة دلال المغربي وهو فاقد تماما لأعصابه يتساءل كيف تمكنت هذه الفتاة من عمل كل هذا ؟؟ وقام بجرها من شعرها أمام كاميرات المصورين الذين « التقطوا « صورة له وهو يفجر غضبه في جسد ميت ، لقطة تؤرخ أكثر اللحظات همجية لهذا القاتل والتي ستبقى تدنس رجولته وشرفه العسكري إن كان يملك مثل هذا الشرف.

إن الحقد لدى القادة الاسرائليين هو حقد متوارث ، فمن مناحيم بيغن الذي قرر احتجاز جثمان دلال المغربي والذي استمر ومازال لأربعة عقود متواصلة إلى نتنياهو الذي أوعز لمندوب إسرائيل في الأمم المتحدة لتقديم شكوى رسمية ضد السلطة الفلسطينية عام 2016 لاحتفائها بذكرى استشهاد المغربي. لم يستطع أيهود باراك نسيان الصدمة التي تسببت بها عملية « كمال عدوان « وبعدها عملية « ديمونا « وبعدها تفجير الانتفاضة ، فقد خطط للقصاص من ابو جهاد العقل المدبر لكل ما سبق ، واشرف ومن قارب في عرض البحر في 16 نيسان من عام 1988 على عملية اغتيال أبو جهاد في منزله في حي سيدي بوسعيد في العاصمة تونس فيما قاد العملية موشي يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق الذي اعترف وبتباهي انه هو من أطلق رصاصة « الإعدام « على رأس الشهيد ابو جهاد.