سألني إبني أمس , ماذا تعنون بجملة (غياب الرؤيا)..سألته: من أين حصلت على هذا المصطلح , فأجاب بأنه سمعه على التلفاز...
أجبته وفسرت له المصطلح على الشكل التالي: حين كنا نذهب مع ممدوح العبادي إلى يرقا , في سيارته (الأوبل)..كانت المسافة المرئية لدينا هي (100) وبعدها لا تستطيع أن تعرف ماذا سيصادفك أو ماذا ستجد في الشارع , بالمعنى الواقعي...غياب الرؤيا يعني أن نظرك محدود , وحين خلق الله لك العيون..وضع للنظر حدا , فالأشياء تكون واضحة على مسافة معينة , أما ما بعد ذلك..فلا يوجد وضوح أو معرفة , فأنت حين تكون في صويلح لا تدري أبدا ماذا سيصادفك أمام الجامعة الأهلية.
هذا هو مفهوم غياب الرؤيا بالمعنى الواقعي المادي والمملوس , ولكن ممدوح كان يعوضنا عن المعنى المادي لهذا المصطلح , بالرؤية السياسية الواضحة...فهو يستبق الأحداث , ويخبرك أن البلد قادمة على كذا وكذا وكذا...وحتى حين سألته ذات مرة عن سبب عدم خوضه الإنتخابات , قدم لي قراءة وافية للنتائج وعلى ضوئها قرر عدم الترشح...هنا يتجلى وضوح الرؤيا , فهو يستبق الحدث وعلى ضوء تحليله للمعطيات السياسية..يعطيك قراءة وافية لما ستحمله الأيام.
قلت لولدي: هل فهمت يا بني ما هو معنى غياب الرؤيا..وهل استوعبت معنى وضوح الرؤيا...صمت قليلا ثم سألني: ماذا إذا كان الجو ماطرا و(مساحات ) السيارة معطلة...
قلت له: (ممدوح بدبرها)...ونحن بانتظار ممدوح (ايدبرها) .