كتاب

نظام عربي هش



حجم المساعدات التي تتلقاها الدول العربية الفقيرة ومتوسطة الدخل من الولايات المتحدة الأميركية كما أحصتها وجمعتها وكالات الأنباء كبير وهو يعكس هشاشة النظام العربي وضعف التعاون الإقتصادي كأسوأ ما يكون .

الأغرب أن حجم التبادل التجاري العربي الأميركي يتجاوز 100 مليار دولار سنويا وهو يساوي حجم التبادل العربي البيني والبالغ 113 مليار دولار سنويا .

لا ترتبط الدول العربية بمشاريع مشتركة كبيرة , فبإستثناء الربط الكهربائي المتعثر هناك مشروع يكتنف مستقبله الغموض أسسته ثلاث دول عربية هي الأردن ومصر والعراق – شركة الجسر العربي – وعدد قليل من الشركات المشتركة المتأرحجة, حتى دول الخليج التي يجمعها مجلس تعاون مشترك لم تنشئ مشاريع عملاقة تربطهافي المجالات الحساسة مثل الطاقة والمياه والصناعة.

هذا وضع مخيب , جعل من النظام العربي الهش المرتكز في تجارته وصناعته على الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أكثر ضعفا وإعتمادا على الدول من خارج محيطه , وهو أخل بموازينه التجارية فرادى ومجتمعين بعجز زاد على 55 مليار دولار عام 2015.

في الإحصائيات أن 100 مليون مواطن عربي تحت خط الفقر، أي ما يعادل ثلث السكان، 40 مليوناً منهم لا يمكنهم تأمين الطعام.

هذه الأزمة ترد إلى التوزيع غير العادل للثروات العربية والى غياب مشاريع تنموية حقيقية والى غياب إستثمار حقيقي وفاعل للدول العربية الغنية في الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل التي تمتلك ثروات بشرية قادرة على الإنتاج وثروات طبيعية غير قادرة على إستغلالها .

الإشارة الأهم هي في تفاوت معدلات دخل الفرد بين الدول العربية وهو يراوح بين 63 دولار و 53 ألف دولار للأكثر رخاء، وبحسب إحصائيات فمثلا 41% من المصريين تحت خط الفقر، أما أفقر الدول العربية فهي موريتانيا تليها اليمن، أما أغنى دولة فهي قطر، وتأتي الإمارات العربية في المرتبة الثانية.

المساعدات الأميركية وجدت في هشاشة هذا النظام الإقتصادي الذي أقل ما يوصف به أنه غير تكافلي مدخلا لسد الثغرات خدمة لمصالحها , ولم تجد الدول الأكثر حاجة لمثل هذه المساعدات سوى هذا الباب لطلب الدعم عبر مفاوضات تخضع لتقييم مدى إلتزامها بإصلاحات قاسية تطاول الإقتصاد وقضايا سياسية مشددة تحت طائلة الحرمان لكن الربط الأهم كان في الإنصياع لمصالح وإشتراطات مانح هذه المساعدات .

الدول التي تتلقى المساعدات من الولايات المتحدة أدمنت هذه المساعدات وباتت جزءا من بنود موازناتها ومشاريعها والخدمات التي تقدمها لمواطنيها بحيث أصبح التخلي عنها يتطلب مزيدا من التنازلات .

أكلت يوم أكل الثور الأبيض , .. هذا هو هو حال النظام العربي الهش .

qadmaniisam@yahoo.com