عبدالهادي راجي المجالي
لماذا خفت على صبيح المصري.. هذا ما سألني اياه عواد أمس منتقدا ما كتبت..
حسنا يا عواد أنا أيضا مستثمر مثلي مثله, والمستثمرون يا عواد يخافون على استثماراتهم, صبيح مثلا استثمر في الديسة وأنا استثمرت في الوجدان, هو يجني مئات الالاف وأنا مثله استثمرت في وريد القلب.. وأجني مئات الالاف من اللوعات والدمعات..
نحن يا عواد مستثمرون.. لا فارق أبدا بين من يزرع الأرض ويزرع حرفا على ورقة, بين من يعمر الخراب والبور.. وبين من يبني الحلم عبر المقال..
لافرق بين ما يملك وما أملك.. الملايين لا تعني شيئا إن لم تذهب لمدرسة حسونة, ولشراء شبرة لجدولة منى.. وقميص جديد لعبد الفتاح ولعبة لتهاني.. وملايين صبيح جزء منها يذهب لمن يعملون في مشاريعه, فهي تشتري (شبرة) وبكلة وقميص.. وأنا نفس الشيء.. لدي الملايين.. فهاني حين يسرق فقرة من مقال لي عن الحب ويرسلها عبر الواتس لحبيبته الجديدة.. أتدري يا عواد كم تسكن جسده في تلك اللحظة شحنة من شحنات الكهرباء الساكنة.. الملايين ربما وربما المليارات.. ولا فرق بين شحنة الحب وشبرة لجدولة منى.. فهما يمنحان السعادة.
المستثمرون يخافون على بعضهم يا عواد قلت لك ذلك.. ماذا فعل صبيح؟ بنى فندقا مثلا.. وأنا بنيت حلما في المقال, والحلم والفندق يمنحانك الراحة.. أنا أخطط فلدي هندسة في الكلمات, وهو يخطط المشاريع على الورق عبر مكاتب هندسية.. أنا أيضا قمت (بأردنة) الحب جعلت له هوية وهو (أردن) البنك العربي..
نحن مستثمرون.. متشابهون نوعا ما, لاحظ يا عواد أنني أنا ايضا احتجزت قبل أعوام في سجن ماركا, وكتبت عني الصحافة.. وغضبت مراهقة, وزجت برسالة نارية عبر الفيس بوك.. ومع صبيح حدث نفس الشيء.. حيث زج البعض برسائل غاضبة عبر الفيس بوك..
نحن مستثمرون يا عواد.. ونخاف على بعضنا, وأنا أملك نفس مايملكه صبيح ونخطط لعملية مبادلة قريبا.. أعطيه ما عندي ويعطيني ما عنده.