عبدالهادي راجي المجالي
لي عثرات كثيرة في الحياة ...
فقبل (30) عاما ذهبت للمستوصف , كي أحصل على إبرة (فولتارين) من أجل الإنفلونزا التي داهمتني , وأعطوني إبرة للكزاز أدت إلى تصلب في كامل قدمي اليمني ...وقالوا لي (بتطيب عادي) .
وأتذكر حين كان عمري (12) عاما , ركبت باصا بالخطأ كنت أريد الذهاب لدوار الداخلية من أجل حضور مباراة الفيصلي , ولكن الباص أخذني إلى (ماركا) ووجدت نفسي في حي يسمى (الونانات) للان احاول أن أفهم سبب التسمية ولم أعرف .
قلت لي عثرات كثيرة ...فقد أقنعني صاحبي ( ذيب) ذات يوم ونحن نشارك في سباق الضاحية للمدارس بالركض حفاة , وأنا صدقت الأمر أخبرني أن هذا السلوك سيثبت للاخرين أننا أكثر خشونة وصلابة ..وفعلا خلعنا أحذيتنا وانطلقنا ..وكنت الأخير وذيب حصل على المركز قبل الأخير ,ويومها قال لنا أستاذ التربية الرياضية بأننا (حيوانات) ..لو لم أستمع لنصيحة ذيب ربما حصلت على مركز متقدم ولكني حصلت على اخر مركز من بين ( 122) متسابقا .
لي عثرات اتعبتني ..ما زلت أذكرها , فانا كان طموحي أن يكون لي ألف راس من الغنم , وأهيم في البر ..وتتداول العشيرة خبرا مفاده أنني غادرت مع أغنامي إلى القطرانة بحثا عن المرعى الجيد والماء لكن حلمي لم يتحقق للأسف ..
قلت لي عثرات ..فذات مرة , تهت في مجمع الزرقاء ..كنت طفلا وقتها , وأجلسوني بجانب بائع (هرايس) ..بحثا عن أبي , وأتذكر أنه أعطاني قطعة , ونسيت توهاني ..فيما بعد التهمت نصف الموجود ..وحين وجدني أبي , غضبت أني غادرت المكان ...تمنيت لو أننا أخذنا (سدر الهرايس) كاملا معنا ...
قلت لي عثرات كثيرة ..واكثرها فداحة , أني تورطت بالكتابة ..وعوقبت حتى على الإحساس ..اي وطن هذا الذي يعاقبك على الحب ....