خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ترمب وتعزيز مسار الفوضى

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ.د. محمد الرصاعي رغم ظهور انتهاكات للقانون وتعد على حقوق الأنسان احياناً في بعض دول العالم، يغلب على جميع البشر الرغبة في العيش بسلام واحترام القانون الدولي وعدم التعدي على حقوق الآخرين، ويتعزز هذا التوجه حتى فيما يخص البيئة والحفاظ عليها، لقد خرج في كثير من دول العالم مسيرات تندد بتنامي تلوث كوكب الأرض وتدعو للمحافظة على البيئة وحمايتها.

وفي الولايات المتحدة يبني الناخب الأميركي قراره في عملية الاقتراع لاختيار رئيس للولايات المتحدة على ما يحقق قوة الدولة الأميركية، القوة التي تتأتى من قيم الحرية والديمقراطية والسلام العالمي، وليس القوة الموجهة لانتهاك الحقوق والتعدي على الآخرين. ان اختيار الشعب الأميركي للرئيس السابق أوباما جاء كرد فعل على الأعمال المشينة للرئيس بوش واقحام أميركا في حروب يرفضها معظم المواطنين في أميركا، وهذه الرغبة هي التي وجهت البرنامج السياسي للرئيس اوباما، فبادر للانسحاب من العراق وفضل عدم الدخول في الحروب المستعرة في منطقة الشرق الأوسط وكان في معظم الوقت على قطيعة مع القيادات الإسرائيلية.

في حين تطمح اسرائيل دوماً لإثارة الحروب والقتال والتأثير على السلم العالمي ونسف المعايير والقيم التي يسعى البشر لتكريسها، ولحجم التأثير في دوائر صنع القرار الأميركي الي تمتلكه الصهيونية وقادتها كانت السبب في معظم الأوقات وراء تغيير مسار السياسة الأميركية صوب المصالح الإسرائيلية حتى لو خالفت أميركا جميع القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية.

قرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لليهود يأتي في هذا السياق فهو مخالفة صريحة وواضحة للقانون الدولي كما بين جلالة الملك عبدالله في تصريحاته إزاء هذا التصرف المشين، كما كان هذا القرار محط اعتراض جميع قادة وشعوب العالم، وهو بمثابة اشتراك فعلي لأميركا في ممارسة جريمة الاحتلال وسلب الفلسطينيين حقوقهم الطبيعية.

رضوخ السياسة الأميركية لتغليب المصالح الإسرائيلية القائمة على انتهاك حقوق الآخرين يتسبب في ضرر كبير لمستقبل ومصالح الدولة الأميركية، ويجانب رغبات الشعب الأميركي، وسيعمل هذا النهج للإدارة الأميركية حتماً على تنامي المعارضة الشعبية وظهور تيارات معارضة للسياسة المؤيدة لإسرائيل في انتهاك حقوق الإنسان، الشيء الذي سيحدث تغييراً كبيراً في التركيبة السياسية داخل الدولة الأميركية.

الرفض للسياسة الأميركية يتجاوز حدود الولايات المتحدة، حيث يتشكل تيار عالمي واسع يعارض التجاوزات الأميركية خاصة أنها تنتهك القوانين والأعراف الدولية التي تحترمها معظم شعوب وقيادات دول العالم، وهذا ما كان واضحاً في ردود أفعال معظم قادة العالم إزاء قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

في المحصلة ولو على مدى بعيد ستكون أميركا الخاسر الأكبر نتيجة انسياقها وراء رغبات قادة إسرائيل وسياستها الرعناء، بضغوط اللوبي الصهيوني في اميركا والتأثير على القرار الأميركي الذي يدفعها بقوة في طريق الفوضى وعدم الاستقرار.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF