خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مونتاج...

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي زمان كان التلفاز الأردني لايهتم في المونتاج كثيرا , فالمهم هو بث التقارير من المحافظات , والأهم أن يظهر الجميع على الشاشة الوطنية , وكان المذيع يحتد صوته في منتصف الثمانينات حين يقرأ خبرا عن قيام وزير الأشغال بافتتاح طريق في الطفيلة مثلا .

من الأخطاء التي كانت ترصدها عيني في المونتاج وما زلت اذكرها أن رجلا ظهر في الخلفية , أثناء إجراء مندوب التلفازمقابلة مع وزير الاشغال العامة في حديقة المحافظة , وهذا الرجل كان يظن نفسه بعيدا عن العدسة , شاهدته حاملا (بربيش) ويقوم بسقاية الأشجار وفجأة التفت إلى الكاميرا , ثم غادر فورا ..ورمى (البربيش) ,يبدو أن أحد الواقفين خلف الكاميرا لوح له وربما قال :- (ابعد من هون يا ..)

وذات يوم , أجرى التلفاز مقابلة مع رئيس بلدية , وفي أثناء الحديث قفز طفل بين المذيع والرئيس , ولوح بيده ثم التفت جانبا ..وقد ظهر على الشاشة , قيام أحدهم ومن خلف الكاميرا بقذف (تنكة سمنة الغزال) فارغة على الطفل ..مما أدى إلى هروبه فورا ..

كل ذلك كان يظهر في المونتاج , حتى في مباريات كرة القدم في فترة الثمانينيات , حين كان محمد جميل عبدالقادر يغطي اللقاءات الحساسة , شاهدته ذات يوم يتحدث في بث مباشر من أرضية أستاد عمان الدولي وقد خرج خلفه صبي يوزع ابتسامات , فرحا برصد الكاميرا له , وما هي إلا ثوان معدودة حتى تلقى (شلوتا) عنيفا مما حدا به إلى الهرب , وقد ظهر مشهد (الشلوت) جليا على الشاشة ...البث المباشر كان يختلف عن التسجيل , فاللقطة تظهر مباشرة كون المونتاج لايدخل في هذا النوع من البث .

ذات يوم رصدت في الأغوار أيضا , اثناء إجراء الحاج مازن القبج حديثا مع مزارع حول محصول الفجل , رصدت عاملا ..ينظر من بعيد للكاميرا , وكان يحك أذنه بمفتاح بكم أو سيارة على ما يبدو ..ولاحظت أن من هم خلف الكاميرا ربما طلبوا منه المغادرة لظهوره على الشاشة , ولكنه لم يهتم بأمرهم وأنتقل بالمفتاح لحك الأذن الثانية ..

تلك تسمى عثرات المونتاج , فالمخرج كان يظن أنها لقطة عابرة والمشاهد سيركز على اللقاء , ولكن حدس المخرج كان يخونه فتلك المشاهد الفرعية كانت تستهوينا أكثر من المشهد الرئيسي ...

يسألني صديقي أمس عن أحوالي , أخبرته بالقصة ..قلت له نحن مثل المشهد الفرعي في تقرير تلفزيوني مهما حاول المنتج حذفه , لايستطيع ..لأن خضوعه للمونتاج سيؤثر على المادة الرئيسية ...ولكننا مع كل ذلك ..مع كل استثناء وتهميش وصرخات من خلف الكاميرا علينا تطالبنا بالإبتعاد ..نصر على الظهور بالمشهد ....

وها أنا ما زلت في المشهد , مرة حاملا (بربيش) سقاية الشجر ومرة أحك أذني بالمفتاح , في بعض المرات أتلقى (الشلاليت) ولكنني لم أغادر المشهد بعد ...والمشهد لم ينته بعد أيضا .

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF