خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

انحراف

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي لم يكن الإنحراف في زمننا , قد أخذ حيزا بعد أن كان محدودا لدرجة أن والدي حقق معي لمدة (11) يوما , حين تم ضبط علبة كبريت في جيبي , وبعدها تم إطلاق لقب مؤلم علي وهو (أبو الدخان) مع أنني لم أعترف وأنكرت , وقلت لهم أنها لزوم إشعال الحرائق فقط .

كان التلفازأيضا يمثل , شكلا من أشكال انحراف المجتمعات مثلا :- وقبل مسلسل السهرة , كان التلفاز يعرض أغنية , لمطرب جديد ..وتظهر معه فرقة استعراضية , بأزياء غريبة , ويقودها شخص بشنب عريض ...كان هذا الشخص يثير استهجان الجميع من ضمنهم جدتي وكانت تقول :- ( النذل مربي شوارب) ..لم يكن مقبولا لدينا أن يقوم رجل بالرقص والهز والنطنطة , وكان أحد أفراد العشيرة , يؤكد بأن التلفاز بعرضه هذه الشخصيات , سيدمر المجتمع ..وللعلم أحد أفراد عشيرتي والذي كان يملك هذه الاراء المتطرفة عمل كسائق شاحنة وفي أحد الحوادث , التي تسبب بها حين غفا على الطريق .. أدخل ما يقارب الـ (9) اشخاص إلى المشفى , علما بأن أحدهم خرج وقد تعرض لعاهة دائمة .

كان الإنحراف يأخذ اشكالا متعددة , ولكنه كان محصورا ..أتذكر أني ذات يوم في الصف الثالث الإعدادي بالتحديد ..(سشورت) , أنا أصلا لم أكن مهتما بالأمر لكن الحلاق أكد لي أن (السشوار) يليق بغرتي ..وانا ظننت في لحظة , بأن شعري سيغوي البنات العابرات على عجل من الشارع , وحين خرجت من عنده كان كلما شاهدني أحدهم نظر إلي وقال لي مستغربا :- (مسشور؟) ...ثم يعقبها بجملة (اخس يا هامل) ..ودخلت المنزل , ولم أكن أتوقع أن أجد أبي , لكنه دون مقدمات ودون أي تهديد أو شتيمة , خلع الحزام ...

كان الصعود على سطح المنزل , يوحي بأن أحدا ما , يراقب صبية في المنزل المجاور , لهذا ..كانت تعتبر هذه الحركات من الأشياء التي تثير الريبة والشك ..وهي شكل مقنن من أشكال الإنحراف .

أيضا ...كان الجلوس على الأرصفة , يدل على (الهمل) ..وأنا كنت من هذا الفريق بالطبع , فالأرصفة تصنفنا , الكسالى في الصف يجلسون على أرصفة الشوارع في وقت الغروب بالمقابل ...الطالب المؤدب لا يجلس على الرصيف ...

أشكال الإنحراف كانت محدودة جدا لدينا , وكان يتم ضبطها وتصحيحها على الفور , أما مشهدنا الحالي فهو مختلف تماما ..فحين أمر في احد شوارع عمان , أو أجلس في المقاهي هناك ...أحس بنفسي أني الوحيد المنحرف , بين جيل ...صار يعتبر الإنحراف نمطا من أنماط الحياة ...وأسأل نفسي بكل ما في السؤال من قلق ..هل هؤلاء حقا مؤتمنون على حياتنا ومستقبلنا ؟

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF