د. عميش يوسف عميش
اننا نعيش عصر تحول سريع ومذهل الى الانترنت والصحافة الالكترونية والفيس بوك وعالم الاتصالات، وهذه جميعها تبلع الصحافة المطبوعة ويتعذر على الكثيرين قراءة ما يكتب من مقالات طويلة والمكتوبة بخط صغير. كما انه لا يوجد وقت لدى الكتاب بخاصة كبار كتاب الاعمدة، لكتابة مقالات صغيرة، ولا بناء عبارات محكمة لا تحتاج الى اعمدة طويلة لشرحها وبناء وشروحات مطولة عليها. ونعود لتاريخ ومعنى الانترنت وتسمى (الشبكة العنكبوتية)، وهي شبكة اتصالات عالمية تتبادل المعلومات بين شبكات اصغر تتصل من خلالها الحواسيب حول العالم. وتعمل وفق أنظمة محددة-اي بروتوكول لإنترنت موحد. وببساطة «إنترنت» تعني جملة المعلومات المتداولة عبر الشبكة والبنية التحتية التي تنقل تلك المعلومات عبر القارات. وهي بروتوكول موحد يصل ما بين شبكات مستقبلة ومتباينة وتربط شبكة الإنترنت ما بين ملايين الشبكات الخاصة والعامة في المؤسسات الأكاديمية والحكومية ومؤسسات الأعمال. وتصنع من تقنيات مختلفة: كأسلاك نحاسية وألياف بصرية ووصلات لاسلكية، هذه الشبكة تحمل في عصرنا الحاضر كماً كبيراً من البيانات والخدمات، وأكثرها شيوعاً: صفحات النصوص المنشورةعلى موقع الشبكة (ويب سايت) (النسيج العنكبوتي). كما تحمل خدمات وتطبيقات أخرى كالبريد وخدمات التخاطب الفوري، وبرتوكولا تنقل الملفات، والاتصال الصوتي. وقد اصبح للإنترنت في عصرنا الحاضرآثارا اجتماعية وثقافية في جميع بقاع العالم، وأدت لتغيير المفاهيم التقليدية في مجالات: العمل والتعليم والتجارة وغيرها. المهم ان نوضح هنا ان شبكة الانترنت لا تقوم على التقسيم الدولي السياسي للعالم المعاصر، ولا تديرها الحكومات، وتختلف عن شبكات اخرى تنظمها اتفاقات دولية ما بين الحكومات مثل: البرق والهاتف. لكن الانترنت تديرها جهات عديدة. اولها تاريخياً جامعات ومراكزالبحوث، ثم انضمت إليها شركات خاصة ومنظمات أهلية وحكومية. المهم انها شبكة عالمية من الروابط بين الحواسيب تسمح للناس بالاتصال والتواصل ونقل المعلومات في جميع أرجاء العالم بوسائل بصرية وصوتية ونصية مكتوبة وتتجاوز الزمان والمسافات وكذلك سيطرة الرقابة. بالإضافة للبريد الإلكتروني، والاتصال الصوتي المرئي بين الأشخاص، وإقامة المؤتمرات بالفيديو، وقوائم البريد والملايين من الأخبار، والصحافة ومرجعيات البحوث.
بداية شبكة الإنترنت كانت لمشروع أربانت أطلق عام(1969)، من وزارة الدفاع الاميركية. وأنشئ لمساعدة الجيش الأميركي عبرشبكات الحاسب الآلي وربط الجامعات ومؤسسات الأبحاث. وفي 1983 استبدلته الوزارة (بالإنترنت) وأسهمت الشبكة في ربط المؤسسة الوطنية للعلوم والجامعات الأميركية بعضها ببعض مما سهّل عملية الاتّصال بين طلبة الجامعات وتبادل الرسائل الإلكترونية والمعلومات، وساهم طلبة الجامعات في نموها، ثم تبناها العقل التجاري، وعام 1994 بدأ اهتمام الجمهور بها بعد ان كانت فقط للأكاديميين. وعام 1996 اصبح استخدام الشبكة شائعاً، اما التطبيقات الكبيرة والمذهلة فكانت بعد (1997). (1) حيث يتم استخراج المعلومات والبيانات المبحوث عنها من خلال محركات وادلة البحث. (2) البريدالإلكتروني - تبادل الرسائل الإلكترونية بسرعة فائقة (معلومات وبيانات وصور). (3) مواقع الوسائط الاجتماعية لتبادل الأخبار الاجتماعية. (4) مواقع الويب وهي برامج تعرض المعلومات والبيانات. (5) الاجتماعات والمؤتمرات-يستطيع مستخدم الإنترنت مشاهدة ما يعرض من اجتماعات ومؤتمرات من خلال برامج نقل الصورة والصوت عبرالشبكة بكل سهولة.(6) الجامعة الالكترونية - وهي مؤسسات جديدة تستخدم الإنترنت لنشر المعرفة والارتباط بالطلبة، وهناك امور تتعلق بالإنترنت مثل(1) البريدالإلكتروني. (2) الشبكة العالمية. (3) الدخول عن بعد. (4)الأنظمة التعاونية. (5) الاتصال الصوتي. (6) خدمة التلقيم. (7) سوق الإنترنت. ويمكن للقارئ العثور على هذه النقاط المهمة ودراستها.
اما السلبيات للاستخدام المتواصل لشبكة الانترنت فهي: (1) استخدام الأطفال لمواقع الإنترنت ولمواقع خاصة يعرضهم لخطر التحرش. (2) الجلوس طويلا أمام شاشة الحاسوب مما يسببب عض الأضرار الصحية، كزيادة الوزن، وضعف البصر. والتقليل من التواصل مع افراد العائلة والاهل والاصدقاء. (3) المبالغة بزيارة مواقع الشبكة يؤدي للانعزال عن المجتمع وعدم التواصل معه.
بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم (2015) (3,345,832,772) وتعد الصين أولى دول العالم في الاستخدام (221 مليون شخص).
واخيراً وبعيداً عن الانترنت والصحافة الالكترونية اذكر ما كتبته صحيفة الاهرام في عددها(12 /5/ 2007) حول المقالات والاعمدة الصحافية لكبار الكتاب وحجم تلك الاعمدة. قال الاستاذ انيس منصور رحمه الله رداً على ما كتبه الاستاذ انور عبد اللطيف رئيس قسم السكرتاريا الفنية في الاهرام مخاطباً الاستاذ والكاتب الكبير انيس منصور وكان يكتب عموده اليومي بعنوان (موقف) قال الاستاذ انور: «حتى وانت تدعو الناس لعدم القراءة بسبب صغر حروف الكتابة في الجرائد والمجلات. فانك تقدم المثل في احترام الكلمة المطبوعة واحترام قارئها ويرجو من كتاب الاعمدة الاختصار في عدد الكلمات والاسطر حتى يكبر الخط ويسهل قراءته». وكان رد الاستاذ انيس منصور. «اشكرك ايها الزميل الكريم ولكن يبدو انني وحدي الذي صدقت ما اقول وسوف اصبر على ذلك فانا حريص على ان اكون مقروءاً عند اقل الناس ثقافة واضعفهم نظراً. وهذا ما يجب عليه ان تكون الصحافة احترام الكلمة المطبوعة واحترام قارئها». ولا يمكن للصحافة الالكترونية ان تكون بديلاً للكتابة الصحافية المطبوعة والمقروءة. اما اهم السلبيات للصحافة الالكترونية خاصة ال (فيس بوك)، انه تم استغلالها من قبل افراد ومجموعات او منظمات بشكل سيىء، بحيث تم نشر كل شيء فيه الاساءة وترويج الادعاءات والشائعات غير الصحيحة بعيدة عن الحقائق حتى انها تلخبط التفكير الصائب وتشخصن الامور وبعيدة عن الواقعية والصدق وتملؤها الدعاية والاخبار الملفقة والفضائح وتشويه السمعة ونشر الاخبار الخالية من المصداقية.
