بدء موسم صيد الأسماك بالعقبة
تاريخ النشر :
السبت
12:00 2017-9-30
العقبة - رياض القطامين
ما إن تبدأ قوارب الصيادين في العقبة بالعودة الى الشواطئ محملة بخيرات البحر وخصوصاً سمك الفتلة» التونة»، حتى يتسابق عليها العقباويون والزائرون لشرائها طازجة لعمل «الصيادية» الوليمة المفضلة لديهم والتي تشتهر بها العقبة عن بقية محافظات المملكة.
وانتشرت في معظم اماكن البيع في مسامك العقبة واسواقها، كميات كبيرة من سمك التونة والتي يلجأ الصيادون احيانا الى بيع السمكة الواحدة منها بمبلغ 7 دنانير، ويعتبر سمك التونة، وفقا للأهالي والصيادين، من افضل واجود انواع السمك لا سيما للصيادية الاكلة الاشهر والاطيب في مدينة العقبة.
وتشهد مدينة العقبة انتعاشا في مهنة صيد الاسماك، او اتخاذها كهواية، في مثل هذا الوقت من السنة، حيث يؤكد العديد من الصيادين الذين التقتهم «الرأي «، أن موسم الصيد لهذا العام جيد قياسا مع مواسم سابقة، مطالبين بمزيد من المساحات البحرية امامهم، منوهين انه كلما اتسعت مساحات الصيد شاهدوا أسماكا نادرة لم يألفها خليج العقبة من قبل.
وتداول صيادون صوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأشكال مختلفة من الأسماك التي يصطادونها من البحر، مبينين أن أغلب الأسماك التي تعلق في شباكهم هي أسماك غذائية يكثر عليها الطلب من قبل المواطنين مثل اسماك السردين والسيف والهامور.
ويؤكد الصياد صالح المغربي خلال حديثه لـ»الرأي «، أن موسم السمك خلال هذا العام كان وافرا، حيث تم اصطياد اسماك نادرة مثل الفرس والطافح وغيرها من الاسماك، مطالبا بتوسيع مساحة رقعة الصيد في العديد من الاماكن التي حرم منها الصيادون.
ويشير الصياد محمد البحري، الى أن الموسم شهد اصطياد أسماك كبيرة تجاوز وزنها أكثر من 150 كغم، معتبرا أن مهنة الصيد في العقبة ما زالت تواجه تحديات كبيرة وتحتاج الى جهود الجميع لتسهيلها كونها مصدر الرزق الوحيد لاغلب الصيادين.
ويتفق كبير الصيادين في العقبة عمر بدير مع ما يطرحه العديد من الصيادين في العقبة والتي تتمثل بإغلاق العديد من الاماكن أمام الصيادين، ما أدى الى انحسار الصيد في أماكن ضيقة.
واشار بدير، الى ان السمك يباع في ثلاث مناطق رئيسية بالعقبة ابرزها الشاطئ عند عودة الصيادين، وسوقان آخران في وسط المدينة، حيث يفضل أهالي العقبة شراء السمك مباشرة من الصيادين بعد مغيب شمس كل يوم بسبب تدني أسعاره، بالاضافة الى ضمان استخراجه طازجا من البحر.
وقال مدير غرفة تجارة العقبة عامر المصري « إنَّ الطلب على الاسماك يشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذه الفترة، وأكثر أنواع السمك التي يفضلها الأهالي سمك الفارس والهامور والدنيس والسيف «، مضيفا أنَّ المواطنين يعدون الولائم الضخمة للأهالي والجيران والأصدقاء من الأسماك، فالعقباويون يحبون السمك خاصة على وجبة الصيادية ويبدعون في إعداده ما بين المقلي والمشوي والصينية.
وتختلف أسعار وأصناف الاسماك من تاجر الى آخر لكنها قريبة من أسعار بعضها، حيث يبلغ كيلو سمك الهامور والدنيس 8 دنانير، وسمك السيف يبلغ 10 دنانير للكيلو الواحد خاصة اذا تم صيده بنفس اليوم.
وأكد تجار اسماك، وجود اقبال على شراء الاسماك الطازجة، خصوصا التي يتم بيعها بشكل مباشر من قبل الصيادين.
ولا تخلو تجارة الاسماك من وجود منافسة قوية بين التجار بدليل العروض المخفضة التي يتم الإعلان عنها والتي تصب في صالح المواطنين، اذ تعتبر حقيقية وتخضع لرقابة مستمرة من قبل وزارة الصناعة والتجارة والتموين.
ويقول المواطن محمد الحويطات، انه يفضل شراء الاسماك طازجة ومباشرة من البحر، حيث يقوم عند شراء الاسماك بالذهاب الى شاطئ القوارب والصيادين في آخر النهار وينتظر الصيادين ليقوم بشراء سمك السيف ذات المذاق الشهي خاصة اذا تم طبخها مع الصيادية ولا يختلف طعمها ايضاً اذا كانت مشوية أو مقلية.
ويبين المواطن احمد الحمايده، انه يذهب الى سوق الاسماك باستمرار لقضاء حاجياته من شراء الاسماك والتي تشتهر بها مدينة العقبة، ويضيف انه يقوم بانتقاء الاسماك بنفسه ثم يعطيها الى السمّاك ليقوم بتنظيفها.
ويؤكد الحمايده، ان بعض بائعي الاسماك يقومون باستيراد الاسماك من مصر والتي تأتي في الاسبوع مرتين، ثم يقومون ببيعها باعتبارها اسماكا طازجة تم اصطيادها من البحر مباشرة.
ويشير الصياد صالح المغربي، ان الطلعة الواحدة لاصطياد الاسماك تكلفنا مبالغ كبيرة من طُعم وشباك وغيرها، مبينا انه ومع ذلك فان معظم الايام نأتي بالصيد الوفير.
ويقول المغربي وهو من اشهر الصيادين واشهر طهاة الصيادية « ان اشهر الاسماك التي يتم اصطيادها هي الهامور والدنيس وسمكة السيف»، مؤكداً ان معظم هذه الاسماك تباع مباشرة على الشاطئ من قبل المواطنين الذين ينتظرون قدوم الصيادين بسلة السمك، موضحا ان اسواق الاسماك في العقبة لاسيما سوق البلدة القديمة، الموقع التاريخي لبيع الاسماك العقباوية الطازجة يشهد نشاطا لافتا في ظل ارتفاع وتيرة البيع والشراء على مختلف انواع الاسماك لاسيما التي يتم اصطيادها من مياه العقبة.
وأشار المغربي، الى ان اسماك الفرس وبعض أنواع السلطان ابراهيم والحريدي تعتبر الأكثر توفرا في الاسواق والمفضلة في صناعة طبق الصيادية العقباوية.
ويفضِّل أهالي العقبة تناول الأسماك والمأكولات البحرية من الهامور والدنيس والسلطان ابراهيم والفتلة والحريدي والفرس على مائدة الطعام، والتي تعد الأسماك بأنواعها هي الوجبة الأساسية التي يفضلها الجميع على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم.
ومن الصباح الباكر تفتح محلات الاسماك في البلدة القديمة وشارع «الحذوة»، ابوابها بانتظار ما يأتي من صيادي البحر وعبر قوارب الجسر العربي من مصر واليمن لبيعه للمئات من محبي الاسماك في مدينة العقبة والمناطق القريبة منها، فيما ينظر صيادو الأسماك في العقبة إلى هذا الموسم كفرصة ثمينة لبيع ما يصطادون من الأسماك على ندرتها نظرا للازدياد المتنامي على مادة السمك في فصل الصيف وحاجة المائدة العقباوية لوجبة الصيادية كواحدة من الأكلات العقباوية الشعبية المشهورة والتي تتميز بها مدينة العقبة عن غيرها من مدن المملكة.
ويتميز طبق الصيادية العقباوي بانه طعام مشترك بين المناطق الساحلية العربية، وهو مزيج من السمك والأرز والصنوبر والبهارات العقباوية الخاصة.
ويعيش في مياه خليج العقبة ما يزيد على 450 نوعا من الأسماك من اصل 1300 نوع تعيش في مياه البحر الأحمر وتنتمي إلى 13 عائلة من الأسماك الغضروفية و78 عائلة من الأسماك العظمية.
صياد يعرض سمكة كبيرة في العقبة (انترنت)