أكدت خبيرة التغذية العلاجية والحميات المهندسة فادية عيد أن السمنة لم تعد تعتبر مجرد حالة زيادة في الوزن كما كان يُعتقد سابقًا بل أصبحت تصنّف عالميًا كمرض مزمن متعدد العوامل يتطلب تدخلات علاجية دقيقة وشاملة.
وأضافت في تصريح «للرأي» أن التعامل مع السمنة يتطلب نظرة أوسع وأعمق لأسبابها، إذ لم يعد الإفراط في تناول الطعام هو السبب الوحيد، بل هناك عوامل أخرى تساهم في تطور المرض، من بينها العوامل الهرمونية، والجينية، والتغيرات البيئية.
وأوضحت عيد أن التغيرات المناخية وأنماط الحياة الحديثة لها دور ملموس في ارتفاع معدلات السمنة عالميا، حيث أثرت التحولات البيئية والاجتماعية على صحة المجتمعات بشكل كبير، مما يحتم على ممارسي الرعاية الصحية أن يتبنوا مقاربات حديثة وشمولية في تقييم وعلاج هذه الحالة المعقدة.
وفي سياق متصل، تعقد مؤسسة فاديا عيد للغذاء الصحي اليوم جلسة علمية متخصصة حول «نظام إدمنتون لتصنيف السمنة»، تسلّط الضوء على أهمية تطوير ممارسات علاج السمنة في الأردن، بحضور نخبة من أخصائيي التغذية والممارسين الصحيين والأطباء، بالإضافة إلى مشاركة مميزة من شخصيات دولية بارزة.
وسيناقش المشاركون كيفية التعامل مع السمنة، الذي لم يعد يقتصر على مقياس الوزن ومؤشر كتلة الجسم فقط، بل يتطلب تبني أدوات تقييم شاملة تأخذ في الاعتبار الحالة الصحية الشاملة للفرد، مما ينعكس بشكل مباشر على دقة التشخيص وخطط العلاج ونتائج المرضى.
كما سيناقشون أهم التحديات الصحية المؤثرة على المجتمع، واعتماد أنظمة تصنيف دقيقة يسهم في خفض المضاعفات الصحية طويلة الأمد وتعزيز جودة حياة المرضى، كذلك كيفية تطبيق نظام إدمنتون في الممارسات السريرية، مع استعراض حالات سريرية وتجارب ناجحة باستخدام النظام كأداة موجهة للعلاج الشخصي الفعّال.
وسيتم التركيز أيضا على أهمية تعزيز وعي ممارسي الرعاية الصحية بأحدث الأدوات والبروتوكولات العلاجية، لما لذلك من أثر مباشر في تحسين صحة الأفراد والمجتمعات وتقليل الأعباء الاقتصادية الناتجة عن الأمراض المرتبطة بالسمنة.
