أ.د. محمد الرصاعي
في سابقة تتجاوز مجرد الدعوة لأدوار حقيقية للشباب، يعتلي الشبل الهاشمي سمو ولي العهد منصة أهم المنابر العالمية، ويقدم مثالاً رائداً للشباب المهتم بما يواجه العالم من تحديات، الشباب الطموح والحريص على المستقبل الأكثر إشراقاً والأكثر ازدهاراً، المستقبل المختلف تماماً عن الواقع الحالي المؤلم والمليء بالصراعات والحروب والمهجرين.
كلمة ولي العهد في الأمم المتحدة ذات معنى كبير لقادة وشعوب العالم وأثر بالغ في نفوسهم، فهي رسالة الشباب لقادة العالم، لقد أهتم سموه بتوجيه الأنظار إلى الواقع المؤلم في المجتمع الإنساني، ووضع الجميع أمام مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية، كما طالبهم بضرورة البدء بالمعالجة وفرض الحلول على أرض الواقع، وإن إهدار مزيد من الوقت ليس في مصلحة الإنسانية جمعاء.
لقد تضمن خطاب ولي العهد في الأمم المتحدة التأكيد على النهج الأردني والرؤية السياسية التي دعا لها جلالة الملك عبدالله الثاني مراراً للتعاطي مع الصراعات التي تسيطر على المنطقة بضرورة الاحترام المتبادل بين الشعوب وحق العيش بسلام وحرية للجميع، وأهمية أن يتعاون قادة العالم أجمع لوقف الحروب والصراعات ومساعدة الدول التي تعاني من ويلات وتبعات هذه الحروب، لقد مثل الأردن دائماً صوت العقل والحكمة والضمير الإنساني، وها هو سمو ولي العهد يذكر العالم أجمع بقصوره في الاستجابة لمعاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه في إقامة دولته والوقوف في وجه إسرائيل وممارساتها المتكررة الهادفة إلى التغيير الجغرافي والديمغرافي والتعدي على المقدسات.
كما وجه سموه نقداً لدول العالم التي لم تساعد الأردن في التعامل مع أكبر موجة لجوء يشهدها تاريخ البشرية، والتخفيف من حدة التحديات التي تواجه الأردن جراء الحروب وما ينجم عنها من الهجرات وتبعاتها الإنسانية والاقتصادية الخانقة والضاغطة على جميع فرص النمو الاقتصادي، حيث تعامل الأردن مع ملف اللاجئين بكل أخلاق الإنسانية فأتاح لهم التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل، وهو فخور بما يقدم ويدعو الجميع للوقوف إلى جانبه في هذه المهمة الإنسانية.
خطاب ولي العهد أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة تميز باللغة السياسية التي يفهمها العالم، كما تضمن تحليلاً دقيقاً لما يواجه العالم والانسانية جمعاء من تحديات وفي ذات الوقت قدم سموه حلولاً وافكاراً من شأنها أن تساهم برسم المستقبل الذي يطمح له الجميع، وتخفف من وطأة ما ينجم عن الصراعات والحروب والكوارث، وتأتي هذه الطروحات في الوقت الذي تساهم التكنولوجيا الحديثة في تقريب الشعوب وتفاعلهم الإيجابي كما أشار سموه.
[email protected]