خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

جدي ، جدتي ، سيدي ، ستي : العصر الرقمي السريع .. يفض العلاقة بين الأجيال

1
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
غدير سالم استعجبت الجدة «أم خالد» عندما نادتها حفيدتها «جنى» للمرة الأولى وقالت لها «تيتا بدل جدتي «!

فنادتها وقالت لها :»ماذا قلتي يا جدة «؟

تجيب جنى :»حكيت تيتا «! تسألها الجدة باستعجاب أيضاً :» ومن أين أتيت بهذه الكلمة «؟

ترد :» ماما حكتلي انه لازم نحكي تيتا وكمان صاحباتي في المدرسة «!

في هذه الأثناء تأتي والدة جنى وهي تعتبر الكنة الأخيرة للجدة التي اعتادت من أحفادها السابقين قول جدتي لها فتقول :» كلمة :تيتا» هي الكلمة المتداولة في الوقت الحالي بين الناس وهي الأقرب للقلب وبتحسي إنك لساتك صغيرة يا خالتو «.

لا تجيب الجدة بشيء وتكتفي مما سمعته رغم أنها ترفض ما تسمع ، ولكنها بسبب شعورها بالإحترام والحب من زوجة إبنها وحفيدتها تتقبل ما تسمع ، فهناك أحفاد آخرون يسمعونها ما تحب وترضى «!

ما يدور في هذا الحوار يحصل في عائلات كثيرة ، بعضها يرفض هذه المسميات كـ «تيتا ، تاتا ، وخالتو للحماة بدل عمتي « وبعضهم يتقبلها عنوة ، وغيرهم يفضلونها عن المسميات القديمة ، فلماذا اختلفت هذه المسميات وهل يتقبلها الجميع ؟ وما رأي الشرع والدين بمثل هذه المسميات ؟

خطاب الاحترام والتقدير

أستاذ الفقه الإسلامي و أصوله في كلية الأميرة عالية الجامعية - جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمد علي الهواري يرى ان تسمية الأباء والأمهات بأسمائهم دون استخدام كنية له وهل يعتبر هذا الشيء نوعا من العقوق :» أوجب الإسلام بر الوالدين إكراما لهما، وتعظيما لشأنهما، وتذكيرا بمنزلتهما العظيمة على الأولاد،بما قدماه من رعاية وعناية لهم، وحرم ايذائهما بأي نوع من أنواع الإيذاء، مادية أو معنوية، قولية أو فعلية.

قال الله تعالى(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ،واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) سورة الإسراء الآيتان ( 23-24).

وفي الإجابة عن جواز مناداة الأب أو الأم باسمه أو كنيته ، وهل يعد ذلك من العقوق فإن :

« الأصل أن ينادي الولد أباه وأمه_ ويدخل في ذلك الجد والجدة_ بعبارة تتسم بالتوقير والاحترام، فالله تعالى قال في حقهما ( وقل لهما قولا كريما ) والمعنى : قل لهما قولا لينا لطيفا مثل : يا أبتاه ، ويا أماه من غير تسمية أبيه وأمه أو يكنيهما» .

واشار د.الهواري : ورد النهي عن تسمية الأب باسمه ، فقد روى البخاري في الادب المفرد ( عن ابي هريرة رضي الله عنه انه ابصر رجلين فقال لأحدهما ما هذا منك ؟ فقال ابي فقال (لا تسمه باسمه ولا تمشي امامه ، ولا تجلس قبله ) وذكر النووي ان تسمية الأب باسمه يعد نوعا من العقوق

وان: النهي -هنا - محمول على ان مناداة الاب باسمه خال عن التعظيم المطلوب من الولد نحو ابيه

ونعود للسؤال مجددا ، هل يعد مناداة الأب باسمه او كنيتة وكذلك الأم عقوقا ، والجواب عن ذلك:

- ليس من الأدب مناداة الأب او الأم باسمه او كنيته ، وان كان الأب او الأم يتأذى من ذلك فيكون ذلك من العقوق.

واذا كان الأب او الأم لا يكره من ابنه أن يناديه باسمه او كنيته فلا يعد عقوقا، وكان عرفا بين الناس في بلدهم عليه ، وان كان الأكمل في الأدب والبر المناداة بأبي ،أمي، ونحو ذلك .

اما اذا كان الأب او الأم لا يكره مناداته باسمه او كنيته الا انه يخالف عادة الناس فلا يناديه الابن او البنت امام الناس لأن في ذلك إهانة له.

ولفت: الأولى ان يخاطب الابن أباه وأمه بخطاب الاحترام والتقدير فيناديه يا ابتاه ، يا أماه ،تكريما لهما ، واعترافا بفضلهما.

لغتنا وثقافتنا

أما استاذ.علم الإجتماع د. «فيصل الغرايبة» فيرى ان سبب اختلاف هذه المسميات وهل يتقبلها الجميع بقوله :» تتطور المفاهيم والمصطلحات عبر الزمن وهذا التطور يتأثر عادة بجملة من المؤثرات الخارجية بالنسبة للمجتمع ، والمؤثرات الداخلية داخل هذا المجتمع أو ذاك .

ولا يمكن القول بأن هذا التطور تم نحو الأفضل أو أنه نحو الأسوأ ولكنه في الحالتين يمكن أن يقال بأنه تغيير عن المفهوم والمنطق السائد بسبب تلك المؤثرات والعوامل والتي يتصدرها الإختلاف في الثقافات الفرعية ،وإختلاف النظرة إلى الموضوع من ناحية الأجيال وطبقات السن المختلفة بين أبناء المجتمع الواحد ، فمن حيث إختيار كلمات بعينها والإقلاع عن كلمات أخرى تتأثر بمصفوفة الحداثة مقابل التقليدية ومصفوفة المدنية مقابل الريفية .

وان الجيل الجديد -يتابع د.الغرايبة - يتبع كلمات حديثة من باب الحداثة والمدنية والتطور ولكن لا يتبعها الجيل القديم من باب الإحتفاظ بموروث ثقافي معين ومنه هذه المفاهيم ، والجيل القديم يميل إلى الإحتفاظ بقناعاته وبكلماته وألفاظه بالتعامل الكتابي والشفوي على مختلف الصعد والأطراف التي يتعامل معها «.

وأضاف :» لا ضير في أن يقلع الجيل الجديد عن استخدام كلمات ومفاهيم كان جيل أبائهم يستخدمها إنما يختارون مفاهيم جديدة تعلموها من أقرانهم الذين يعيشون ثقافات فرعية أخرى بطبيعة الحال تتأثر بالمدينة والحي الذي جاءوا منه والتي تختلف بين الأحياء الشعبية والحديثة المستحدثة .

ولفت الغرايبة الى ما: يقع على الأسرة مسؤولية أن يتبع الأبناء أصول اللغة العربية في اختيار كلماتهم واصطلاحاتهم ومفاهيمهم خاصة ما يكتبونه من واجبات بيتية يقدمونها في اليوم التالي للمعلمين أو فيما يتداول بينهم كأقران في المجتمع المحلي ما بعد المدرسة أو في محيط الحي أو القرية التي يعيشون فيها .

وإن الوقفة التي تصون اللغة العربية شيء مهم يجب علينا جميعاً أن نعيه ونتفاعل معه لأبعد الحدود فهو الأصل والقاعدة والأساس ، لا اللهجات واللكنات التي تتأثر من قريب وبعيد ، ومختلف هذه اللهجات والكلمات دخيلة على لغتنا وثقافاتنا «.

حكايات مع الناس

وتحدثنا مع مجموعة من الناس من شتى المهن والاعمار ، ليخبرونا أرائهم في المسميات الجديدة مثل «تيتا وسيدو وخالتو وغيرها « وهذا ما رصدناه :

الطالبة الجامعية وفاء أبو النيل ترفض هذه الكلمات حيث أنها لا تستخدمها أبدا فتقول :» برأيي أنه في الحقيقة ذهبت المعاني السامية والحقيقية لهذه الكلمات وحل محلها كلمات «مودرن» مثل «تيتا وسيدو « ولا أتذكر أني قلت هذه الكلمات أبداً ، حتى بالنسبة لحماتي فلا أقول لها خالتو أبداً وإنما «مرت عمي « فخالتو وعمتي تقال لأشخاص أخرين وليس للحماة».

«تاتا»!

أما ربة المنزل «روان النمراوي « فكان اعتراضها بأن التحديث حتى وصل لكلمة «تيتا» فقالت :» للأسف هذه الأيام اختفت كلمة «تيتا» وحل محلها كلمة «تاتا» وأصبح قول «تيتا « أصلاً شيء نادر !»

أقرب للقلب

أما ربة المنزل « أم محمد « وتشاركها الرأي الموظفة «هبة الأشقر « تعتبران أن التحديثات الجديدة على هذه المسميات أصبحت أسهل للنطق وأقرب للقلب فكان رأيهما بان كلمة ستي أصبحت كبيرة فالنساء بطبعهن يفضلن البقاء صغيرات ولا يحببن أن يكبروا وكلمة «تيتا» تساعدهم على هذا الشيء ، عدا أنها أختصار لكلمة ستي وأسهل للنطق عند الأطفال ، اما فيما يخص مناداة الحماة ب»خالتو» باعتقاد الناس دائماً أن الخالة أقرب وأحب من العمة ، ولا بد من مواكبة تحديثات العصر الجديدة .

ماذا تقصد ؟

وفضل «ابو راتب «اختصار رأيه ببضع كلمات حيث قال :» ليس المهم ما نقول ولكن ما نقصد فجميع هذه الكلمات لها نفس المعنى ولكن المهم ماذا تقصد من نطقها».

الإحترام والتقدير

وتشارك الرأي أيضاً «ولاء حمدان «موظفة في شركة وربة المنزل «أم معتز « و «أم زيد « حيث كان رأيهن بأن لا يهم نطقنا من كلمات سواء ستي ،تيتا و جدي ،سيدو المهم هو الإحترام والتقدير والحب لأصحاب هذه المسميات.

البيئة

وربة المنزل «عصمت مسلم «تعتبر أن سبب استخدام هذه المسميات يعود للبيئة التي يتربى فيها الشخص فتقول :» أعتبر أن إستخدام مثل هذه المسميات يعود للبيئة التي يتربى بها الشخص فمثلاً أولادي لأنهم تربوا في جو القرية في فلسطين فلا يقولون إلا «جد وجدة « ، ولكن عندما نذهب زيارة إلى عمان يقولون «ستي وسيدي» بسبب أن الجميع ينطقون هذه الكلمات «.

المسلسلات

أما «سلسبيل البدوي « موظفة في شركة تعتقد أن إستخدام هذه المسميات يعود للتأثر بالتلفاز وغيره فتقول :» قد يكون السبب في استخدام هذه المسميات هي المسلسلات التي نتابعها والتي هي من ثقافة ثانية ولها تأثير كبير على الناس «.

الإحساس بالأشخاص

والمهندسة «عبير مسلم « تعتبر أن المسميات ليست مهمة كثيراً مقارنة بالإحساس في الأشخاص فتقول :»المسميات ليست مهمة كثيراً والاهم هو الاحساس بالاشخاص واهمية وجودهم بحياتنا «.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF