توفير مركز الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لمئات فرص العمل وأثر ذلك على المجتمع المحلي ليس مؤشراً على أداء مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير لدوره في المسؤولية الاجتماعية فحسب ولكنه يشكل أيضاً مدخلاً للحديث عن الأدوار الاقتصادية « لكادبي « التي لمسنا جزءًا منها أثناء زيارة جماعة عمان لحوارات المستقبل إلى مصانع « كادبي « المتعددة فوق فرص العمل التي يوفرها المركز وهذا بحد ذاته دور اقتصادي مهم « لكادبي», في ظل تفاقم أزمة البطالة في بلدنا, وانسداد أفق فرص العمل أمام شبابنا وشاباتنا,يزيد من قيمته أن فرص العمل التي تتيحها « كادبي « مصحوبة بتدريب مهني وفني على أعلى المستويات, يجعل ممن يجتازه مطلباً ملحاًلأسواق العمل المحلية والخارجية, كما هي العادة في الطلب على من تدفع بهم قواتنا المسلحة والمؤسسات التي تعمل تحت مظلتها إلى سوق العمل بعد أن تنتهي خدمتهم في صفوفها.
ليس توفير فرص العمل على أهميته هو الدور الاقتصادي الأهم لمركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير « كادبي «, فالأدوار التي يقوم بها المركز في دعم الاقتصاد الوطني متعددة,تشكل بمجموعها إضافة نوعية, ورافعة مهمة من روافع الاقتصاد الوطني, فالمركز من خلال تدريبه وتأهيله للأيدي العاملة الفنية الأردنية, ومن خلال جودة إنتاج شركاته ومصانعه يسهم إسهاماً مميزاً في بناء سمعة الصناعة الأردنية, والأيدي العاملة الأردنية, ويفتح أمامهما العديد من الأسواق, مما يشكل رافداً من روافد الاقتصاد الأردني بالعملات الصعبة, وهو دور اقتصادي مكمل لسائر أدوار المركز الاقتصادية الأخرى ففي المجال الاقتصادي أيضاً يقوم المركز بدور مهم في توفير مئات ملايين الدنانير سنوياً على الاقتصاد الوطني, من خلال دور المركز في سد احتياجات السوق الأردني, من الكثير من السلع التي ينتجها, خاصة في مجال احتياجات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة, وفي هذا المجال يقدم المركز فائدة مزدوجة للاقتصاد الأردني, فهو من ناحية يوفر العملات الصعبة عندما يتولى تزويد السوق بالكثير من احتياجاته من خلال منتجات شركات مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير,ومن جهة أخرى فإنه يوفر على خزينة الدولة كثيراً عندما يقلل من كلف إنتاج المعدات, التي يقوم بصناعتها لسد الحاجات الوطنية من هذه المعدات.
لا يتوقف الدور الاقتصادي لمركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير « كادبي « عند حدود توفير العملات الصعبة من خلال الحد من الاستيراد وتخفيض كلف الإنتاج, لكنه يتجاوز ذلك إلى تعظيم موجوداتنا من العملات الصعبة, عندما يرفد اقتصادنا الوطني بالعملات الصعبة من خلال صادرات المركز كما أسلفنا , بعد أن صارت هذه الصادرات تغطي العديد من الأسواق العربية والعالمية نظراً لتميزها وجودتها.
كما أسلفت في الفقرات السابقة, فإن الأدوار الاقتصادية لمركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير عديدة, وهي بالإضافة إلى ذلك أدوار متنامية بفعل تنامي منتجات شركات المركز, وتنامي الأسواق التي تُفتح أمامها, بالإضافة إلى الدور المأمول الذي ستلعبه منطقة « كادبي « الصناعية في دعم الاقتصاد الأردني وجذب الاستثمارات باعتبارها الأولى من نوعها في الشرق الأوسط المتخصصة بالصناعات الدفاعية والأمنية, والتي تشكل بيئة آمنة وجاذبة لمصنعي المعدات الدفاعية والأمنية, بفضل ما تتمتع به من مزايا أولها البنية التحتية المتكاملة والمتميزة, بالإضافة إلى الحوافز التي تقدمها للمستثمرين ومن بينها الإعفاءات الجمركية. وهذه المنطقة الصناعية خطوة مهمة في مسيرة التطوير والتمدن التي يحتاجها بلدنا, وهي مكون أساس من مكونات التنمية المستدامة التي هي عماد مستقبلنا على كل الصعد, حيث يشكل مركز الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتصميم والتطوير « كادبي» نموذجاً متميزاً لما يجب أن تكون عليه مؤسساتنا الوطنية التي نعول عليها في تحقيق ما نصبو إليه من تقدم, ولاغرابة في أن تكون « كادبي « بهذا التميز فقد عودتنا قواتنا المسلحة التي تعمل « كادبي « تحت مظلتها على كل ماهو متميز لتقر بها عيون قائدها الأعلى.
[email protected]
