خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ديانا حجار شمعونكي... طاقة فنية لاتخطئ قراءة الوجوه

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
وليد الحبانين ليس مثل أهل الفن يعرف كم هو الفنان العربي مظلوم مغبون. لكن ديانا شمعونكي لاتجعل من ذلك قصة، كون الغبن يطال شرائح أخرى عديدة من المبدعين. حجم الطاقة الإيجابية لدى شمعونكي يفيض عن حاجتها ويصنع من حولها بيئة مشحونة بالتحدي والرضا في نفس الوقت. ربما بسبب خلطة الثقافة والتواضع والدأب والعفوية، وهي الخلطة التي تمنح الفنانة عينا كالكاميرا لا تخطئ بقراءة الوجوه.

يعجب هذه المرأة المقدسية أن يرى الناس في لوحاتها كيف تقفز الوجوه من الإطار، وكيف يسقط الضوء على الوجوه من فوق وتحت. كان بنفسها أن تتقن الفن التجريدي لكنها غير مستعجلة.

أقامت ديانا شمعونكي ست معارض شخصية وعشرات المعارض المشتركة في الأردن وأمريكا. لكنها تفضل للفنان أن يكون منفرداً في تجديد نفسه وفي الإطلالة على الآخرين، وفي حرية الصمت بالحوار مع اللوحات التي يزدحم بها بيتها المتحف.

تعترف ديانا باستاذية مهند الدرة وبابداعات الفنانين العراقين لكنها ترى أن واقع الفن العربي مرتبك مزدحم بمختلف انواع المحترفين والهواة والموجوعين بصدق.

لدي عن القدس لوحدها 200 لوحة

تقول الفنانة ديانا حجار شمعونكي عن نفسها: من مواليد القدس عام 1944. قضيت فترة من طفولتي في القدس، ثم انتقلت مع عائلتي إلى الأردن، ومنها بدأت أولى مراحل حياتي الدراسية في مدرسة راهبات الناصرة في جبل اللويبدة، وقتها لم تكن في جبل اللويبدة مساكن ومبان كثيرة. كان عبارة عن بساتين وحقول للقمح. وبعد راهبات الناصرة تابعت دراستي وحصلت على شهادة من المعهد البريطاني.

لا أتذكر تحديدا متى بدأت أرسم كهواية. عندما كنت صغيرة كنت أقوم بالخربشة على الحيطان والورق، كنت أرسم على كل ورقة أجدها بيضاء، وما زلت كما في طفولتي لدي هذه الطبيعة، عندما أجد أمامي ورقة بيضاء أقوم بالرسم عليها. وأنا جالسة أشاهد التلفزيون أو لوحدي دائماً أجد نفسي أرسم.

أول رسوماتي التي أتذكرها كانت عندما قمنا بعمل أول معرض في المركز الثقافي الفرنسي كنت حينها ما زلت عازبة. فكنت أرسم سكتشات. لكن باكورة أعمالي التي اعتبرها مهمة هي لوحة قمت برسمها في معهد الفنون الجميلة وكانت لوحة طبيعة صامتة. ساعدني فيها الفنان مهنا الدرة الذي علمنا الرسم، وهي اللوحة التي ما زلت حتى الآن أعتز بها.

ورثت الفن؟

نعم أخذته بالوراثة.. فوالدي يمارس فنا رائعا بعمل طاولات واكسسوارات من الحديد بأشكال جميلة جداً كهواية.. ومن ناحية والدتي، فكل أخوالي تقريباً يرسمون. والدتي شجعتني كثيراً على الرسم، ودعمتني.. وهي فنانة ذات ذوق جميل في الرسم وتنسيق الورود في المزهرية بشكل جميل كما وانها مثقفة. انا محظوظة جدا بأهلي وما ورثته منهم.

لذلك انا لم أختر الفن بل هو الذي اختارني، وأشعر أنه يجري في عروقي، فهو في الجينات كما قلت، وأورثته لأبنائي. ابنتي ترسم وأعتقد أنها أفضل مني في الرسم، وهي تعلمه حيث درسته في أميركا وبدون مبالغة انها تصدمني كلما أرى لوحة من لوحاتها، علما انها لا تتبع أسلوبي أبداً، فلديها أسلوبها الخاص بها.

ودور المدرسة في صقل موهبتك؟

لمدرستي دور كبير في ممارستي فن الرسم.. في الصف لم أكن أهتم كثيراً لدروسي، لكن مديرتي «الأخت» حلوة كانت تدعمني عندما اكتشفت أن لدي هذه الموهبة. شجعتني بطريقة غير مباشرة، عندما كانت تطلب مني رسم لوحة لحفلة التخريج، وتقول انها تريدها أن تكون باقة ورد لتكون هدية التخرج للأميرة راعية الحفل، لكنها كانت تتضايق أحياناً لأنني لم أكن أهتم كثيراً بدراستي كاهتمامي بالرسم. بعد ذلك قامت الأستاذة هالة محار بتعليمنا الرسم. كما كان يعلمنا أستاذ سرياني اسمه أرمندو وبعد ذلك الأستاذ مهنا الدرة.

وموضوع تسعيرة اللوحات؟

هناك مبالغة في أسعار اللوحات لدى بعض الفنانين. أعتقد أن على الفنان أن يكون واقعيا، لكن ما هو حاصل ان معظمهم إذا كان متمكنا ومشهورا فانه لا يستطيع أن يضع أسعارا قليلة للوحاته، بسبب القيمة الفنية للوحة وأيضاً الاستمرارية للفنان.

بالنسبة لي عندما يأتي شخص ليقتني لوحة من لوحاتي ولا يكون هذا الشخص غنيا، لكنه مثقف يقدر الفن ويحترم اللوحة، أجد نفسي تساهلت بالسعر معه أكثر مما أتساهل مع شخص يريد أن يحصل على اللوحة كديكور فقط.

عدد لوحاتك؟

كثيرة جدا، لا أستطيع أن أحصيها. بطبيعتي لا أحب الأرقام، لذلك لا أقوم بعد رسوماتي. لكن لدي مجموعات كبيرة. عن القدس لوحدها يجوز هناك 200 لوحة.

ديانا الإنسانة وطموحاتها؟

لدي موهبة من الله، ولدي هدف بأن أوثق لوحات حياتي. اشعر انني يجب أن أرسم، لكن لا يوجد لدي هدف مادي أبداً، ولا يوجد لدي هدف شهرة.. أرسم لأنني أحب الرسم.

لا أستطيع أن أتحدث عن نفسي. صديقاتي ومن يعرفنني جيدا اترك لهن الحديث.

شخصياً أحب أن أكون لطيفة مع كل إنسان، احترام الصغير والكبير، مهما كانت وظيفته أو منصبه، أو وضعه.. أيضاً لدي حدود، لا أتخطى خصوصية الناس، لكوني حساسة جداً، وأشعر بمعاناة الناس بمجرد النظر إلى وجوههم.

ما اريد تحقيقه من فني رسالة سامية فقط.. لا اسعى من وراء لوحاتي لغايات مادية أو استعراضية أو كما يقولون» برستيج» هذا غير وارد عندي أبدا فالرسم عندي جزء لا يتجزأ من حياتي اليومية.. أرسم بمزاج وكل حواسي متعلقة بما تصنعه ريشتي.

لكنني بالوقت ذاته لا أنكر مدى أهمية لوحاتي للمستقبل وللبلد وللأجيال... على سبيل المثال سبق ورسمت منطقة العبدلي القديمة.. الآن عندما نرى العبدلي نجدها قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه، مما يعنى أن هذه اللوحات توثق للمكان وللزمان ويأتي ذلك دون تخطيط مسبق أو بقصد التوثيق لهذه المنطقة أو تلك، لكنها بالنهاية هي توثيق.

متى بدأ تركيزك على رسم الوجوه؟

في أمريكيا.. بعد ان انهيت دراستي في المعهد البريطاني في عمان سافرت إلى أمريكا وكان ذلك بعد الحرب العراقية الإيرانية. ذهبت مع زوجي وابنائي لمتابعة دراستهم الجامعية وعندما عاد زوجي إلى الأردن، بقيت في امريكا ودرست الرسم في جامعة قريبة من البيت، وكانت دراستي تتركز على رسم الوجوه والأشخاص.

هل أقمت معارض خلال وجودك في أمريكا؟

بالطبع. قمت بعمل عدة معارض. أشخاص في أميركا تكفلوا بكل شيء له علاقة بالمعرض، وهم أميركان، وكانت تزورني في منزلي زوجات السفراء غير العرب، أتحدث لهن عن الفن في الأردن وعن حضارتنا وأحياناً عن الأكلات الأردنية حيث بنيت معهن علاقات ثقافية بتبادل الأفكار بكل النواحي وخاصة فيما يتعلق بالفنون. وقد اقتنى من لوحاتي مجموعة كبيرة من الأجانب، أمريكان و أوروبيين ويابانيين.

ومدى اهتمامك بتصنيفات المدارس الفنية؟

لكل نوع جماله الخاص به. فعندما أقف بجانب لوحة تجريدية مثلاً فإما أن تشدني وأتأملها وتكون ألوانها متناسقة ويكون فيها طاقة مهمة لا بد من ملاحظتها في اللوحة.

التجريد له أهميته كثيراً، وأنا أحب أن أصل إلى مرحلة الفن التجريدي، لكنني لم أصل لغاية الآن. لدي فقط لوحتان تجريديتان، قمت برسمهما في أمريكا. التجريد صعب، وله أصوله... الآن رسمي انطباعي تعبيري. واعتقد انه لا يجوز أن يبدأ الفنان بالرسم التجريدي على الفور. يجب أن يمر بعدة مراحل حتى نستطيع القول بأن هذا الفنان مهم. أيضاً الفن الحقيقي بحاجة إلى أيام وسنين.

اين تتقاطع العفوية مع التخطيط في الفن؟

كل ما العناصر والاعتبارات تجتمع لدي ولدى اي فنان حقيقي.. بالنسبة لي الخامة تكون بيضاء، فهذه تجذبني.

الفكرة تنبع من الأعماق. أبدأ بالرسم بألوان وبعد ذلك تبدأ اللوحة بالظهور تدريجياً، وعادة لا أقوم بعمل تخطيط للوحة، لكنني احدث نفسي انني اليوم أريد رسم ضواحي عمان، فأبدأ بذلك لكن أحياناً يخرج معي شيء آخر، وتتغير اللوحة. عندما أقوم بالرسم أسمع الموسيقى وأشعر بأن هناك من يساعدني عندما أبدأ، فانسجم خاصة وان لدي طاقة كبيرة. أيضاً، فكل ما ذكرته يجب أن يكون موجود لدى الفنان.

استراحة

هناك مبالغة في أسعار اللوحات لدى بعض الفنانين

طعم الذكريات عند نادية شمعونكي:

الكثير الكثير من الذكريات، ودائما ما تمر أمامي وفي مخيلتي كشريط سينمائي: أصدقاء وأناس وفنانون مروا بحقبقة الستينيات فكانت أوقاتا بدقائقها وساعاتها وأيامها وأشهرها منها ما هو رائع ومنها ما يدمي القلب.. انها سنة الحياة.

في الذاكرة ما تزال أمانة العاصمة في وسط البلد، قرب المدرج الروماني.. وبجانبه فندق فيلادلفيا الذي طالما عز عليّ هدمه كآثار قديمة هيهات من يعرف لها قيمة.. في الذاكرة المعهد البريطاني، والمعهد الثقافي الفرنسي

وجبل اللويبدة بكل ما تحمله اللويبدة من عراقة. يا لروعة الحاووز وما بقربه من الأماكن والقاعات الناشطة في اقامة المعارض الفردية والجماعية.

وقصة اللوحات التي تبكي خلفك؟

عندما أضع لوحاتي في أحد الأماكن غير المناسبة أشعر بأنها تبكي وكأنها تريد مني أن آخذها من هذا المكان. هذا ما حصل معي في احدى الأيام عندما ذهبت لأحد الأمكنة لوضع بعض من لوحاتي بها.. خرجت بعد أن أمنتها وفي داخلي قلق لا أدري سببه. بيني وبين نفسي شعرت بأن هذا المكان غير مناسب. خرجت وسرت مسافة وكأنني أسمع لوحاتي في مكانها تبكي وكأنها تريد مني ان آخذها من هذا المكان.. هذا الشعور انتابني وفعلا عدت وسحبتها باعتذار.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF