خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

استفتاء كردستان: أزمة عَلَم أم.. عَلَم الأزمة؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب يصعب فصل الاتفاق المُفاجئ الذي تم بين اكبر حزبين كردييّْن: الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني, والحزب الديمقراطي الذي يقوده رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني, عن تبعات القرار الذي اتخذه البرلمان العراقي بِإنزال علم اقليم كردستان من فوق المؤسسات الحكومية في محافظة كركوك, وسط مقاطعة الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي التي أعلنت رفضها له.

ان يُسارع حزبا الاتحاد الوطني والديمقراطي الى تشكيل «لجنة مشتركة «مع باقي الاحزاب الكردية, لدراسة ملف «استقلال كردستان» وبحث آلية وتوقيت اجرائه في الاقليم, في الوقت ذاته الذي لفت فيه الى «مماطلة» بغداد في تنفيذ بنود المادة(140)الخاصة بحسم ازمة المدينة, كأبرز المناطق المُتنازَع عليها بين بغداد واربيل.. يعني ان «الكرد»أبعَدوا خلافاتهم الثنائية والصراع الطويل والمفتوح بين اكبر حزبين, من اجل مواجهة الاستحقاق الاكثر خطورة في مسيرتهم الطويلة, الرامية الى «انتزاع» استقلال الاقليم وفرْضِه على المشهدين العراقي والإقليمي, بكل ما يُمثّله ذلك (إن تبلور وأخذ طريقه الى التنفيذ) من مفاجآت وانهيار تحالفات قائمة, تبدو للبعض متينة وثابتة، في الوقت ذاته الذي يمكن لحركة (كرد سوريا) ان تأخذ هي الأُخرى بُعدا مختلفا, اذا واصل الاميركان الرهان عليهم في معركة تحرير الرقة, والتي ما تزال موضع جدل كبير في «الإقليم» وبين القوى ذات النفوذ على الاراضي السورية, ناهيك عما ستتخذه انقرة من خطوات, ليس فقط في شأن اعلان رفضها رفع علم كردستان على مباني كركوك, وانما في تلويحها بتجريد حملة عسكرية «جديدة» في اتجاه الرقة, من بوابة تل ابيض السورِية, بعد ان حيل بينها وبين التوجه الى كل من منبج والرقة, انطلاقا من مدينة الباب التي غزاها الاتراك ومرتزقتهم، ما دفعهم الى اعلان انتهاء غزوة درع الفرات, التي عربد فيها الجيش التركي المحتل في بعض مناطق الشمال السوري.

التوتر الأخير الذي ساد العلاقات المتوترة اصلا, بين حزبَي طالباني وبرزاني, منذ اجتاحت قوات طالباني مصفاة كركوك واوقفت الضخ عبر الانبوب التركي، كاد ان يدفعهما الى المواجهة المسلحة واستعادة الاجواء الدموية التي سادت بينهما اواخر التسعينيات, في صراعهما على عوائد المركز الحدودي المعروف «ابراهيم الخليل» بين الاقليم وتركيا, لكن لغة العقل انتصرت وتمت تسوية ارضت الجانبين, وإن لم تنزع فتيل الخلاف الذي يطفو على السطح بين الفينة والاخرى، الى ان وقع الخلاف داخل حزب الاتحاد الوطني (طالباني) وداخل السليمانية الذي يتركّز نفوذه فيها, هذا الخلاف الذي انتهى بانشقاق كبير وخطير داخل الحزب, افضى الى بروز حركة التغيير(كوران) بقيادة نشيروان مصطفى, ما اضعف الاتحاد واصاب الرئيس طالباني بحزن كبير انعكس على صحته, لكنهما (الاتحاد والتغيير) توحّدا سياسياً في مواجهة الحزب الديمقراطي ورئيسه مسعود برزاني, عندما حاول الاخير الترشّح مرة اخرى لرئاسة الاقليم، فيما عارضا ذلك لان دستور الاقليم لا يسمح بذلك,ما أبقى ازمة الرئاسة مفتوحة.

يبدو ان كل ذلك بات من الماضي الان، وبات خيار الدخول في «معركة الاستقلال»,هو المفضّل لدى القوى السياسية والحزبية الكردية, وخصوصاً ان حزب الاتحاد الوطني وحركة التغيير أوشكا على استعادة «وحدتهما», بعد ان توصّلا الى قواسم مشتركة, أسهمت في تنقية الاجواء واستعادة الثقة، فضلا عن انهما (اضافة الى برزاني) باتا يُقدِّمان الصراع «الأساسي» على الصراعات الثانوية, التي طالما نادى بها الرئيس طالباني وانصاره لحل الخلافات داخل حزب الاتحاد نفسه وخصوصا بينه وبين برزاني.

لا يبدو التلويح باجراء «استفتاء» الانفصال, الذي طالما هدّد به برزاني, سيكون هذه المرة مجرد تلويح, الى ان تخمد «ازمة العلم», التي اخذت المشهد العراقي, الى مرحلة اكثر خطورة مما كانت عليه حال الخلافات بين بغداد واربيل, وبخاصة ازاء موازنة الاقليم وحصته من موازنة المركز, وما اذا كانت ستبقى 17%؟ ام سترضخ بغداد لمطلب رفعها؟ناهيك عن الخلاف حول عوائد البترول المُصدّر من الاقليم الى تركيا, وهل ستعود الى خزينة بغداد؟ ام تحت تصرف الاقليم الذي يشكو افلاس خزينته؟ اضافة بالطبع الى مطالبة الإقليم التي لا تتوقف بتنفيذ المادة «140» من الدستور|( اجراء استفتاء في كركوك, حول ما اذا كان سكانها يُفضِّلون البقاء تحت تبعية المركز ام ينضمون الى اقليم كردستان؟) ، دون اهمال «حقيقة»وجود كركوك عمليا تحت سيطرة الاقليم, منذ أحكَمَ داعش قبضته على الموصل في حزيران ,2014 ووضع البيشمركة الكردية يدها على المدينة «الخِلافية» بعد انهيار الجيش العراقي وانسحابه منها.

لن تنفع تصريحات حيدر العبادي وتوسلاته للأكراد بتأجيل الخلافات الى ما بعد تحرير الموصل، اذ يبدو «دفع» الكرد بهذه المسألة صدارة جدول اعمالهم «الوطني», لم يكن عفويا او ساذجا او مجرد رد فعل عاطفي على ازمات متدحرجة يعانيها عراق اليوم، وسط منطقة لم تتبلور ملامح تحالفاتها واصطفافاتها، ووسط تقلّب وارتباك تركِييّْن، يرى الكرد وخصوصاً برزاني – في ما يبدو – أنّ رِهانهم على اردوغان, سيكون خاسرا، ما جعلهم يُسرِّعون إجراءاتِهم... «الانفصالية».والعمل على رصد ردود فعل بغداد, كما عواصم الإقليم,العربية وأنقرة, وخصوصا بروكسل وواشنطن.

نجح الكرد في فَرْضِ جدول اعمالهم على المنطقة.. اقله راهنا. لكن السؤال يبقى: هل سيُواصلون «الهجوم»؟ ام انهم سيتراجعون, كما حدث اكثر من مرة؟

... الأيام ستقول, لأن الأزمة المتدحرجة الراهنة, أبعد من ان تكون مسألة «قطعة قماش» تُرفَع... أو يتم إنزالها»؟.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF