خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سفينة الصحراء.. مازالت تبحر في الرمال والخيال

تصوير - محمد القرالة
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أبواب الجمل هو رمز عالمي لصحرائنا العربية .. وما في ذلك عجب! فإنه من أجمل الحيوانات العربية.. هذا الجمل خلقه الله وأعطاه قدرة خاصة على البقاء على قيد الحياة في الظروف الصحراوية الصعبة .. من تحمله للتعب الشديد دون ماء او طعام لفترات طويلة من الوقت .. وهذا ما جعله يحصل على لقبه «سفينة الصحراء العربية «.. كذلك لأنه يبدو من بعيد وهو محملا بالامتعة الضخمة كالسفينة في البحر.

وقد أخذ الجمل في الجزيرة العربية موقعاً مهماً في حياة العرب, حيث كان وسيلة نقلهم وترحالهم وغذائهم وكسب رزقهم من تجارة قوافلهم, وتعرفهم على الشعوب المجاورة لهم .. ومقياساً في معاملاتهم من بيع وشراء و طلب مهور ودِيات وفداء للأرواح, ومكانة اجتماعية لمن يملك منها الكثير!.

هذا وتبلغ أعداد الجِمال في البلاد العربية حوالي (11) مليون رأس من الإبل, وما نسبته حوالي( 65) بالمئة من جِمال العالم كله!.

وفي الاردن يبلغ عدد الإبل – الجِمال - حوالي 15 ألف رأس تتوزع على محافظات الجنوب وخصوصا محافظة معان، ومحافظة العاصمة عمان خاصة المناطق الشرقية، والزرقاء، والبلقاء، وغيرها من المحافظات.

أعضاء جسم الجمل

- الأذن: رغم صِغَر آذان الجمال، إلا أن لها سمعا حادا, وأن داخل الآذان وبر لمنع دخول الرمال والغبار فيها.

- العين: عينا الجمل كأنهما ثقبان عميقان , وله رموش طويلة لتحمي عيونه من الرمل والغبار.

- الشفتان: شفتا الجمل تتصفان بأنهما مطاطيتان وقاسيتان وتستطيعان إلتهام الأشواك الحادة، كما أن الشفة العليا مشقوقة لتساعده على تناول الأعشاب والحشائش الأرضية بشكل أفضل.

- الفم: لدى الجمل فم كبير يحوي 34 سنًا حادًا, تساعده على أكل النباتات الشوكية بدون إتلاف بطانة فمه , كما أن أسنانه بمثابة أسلحة فتاكة ضد أعداء الجمل.

والجمال مثل غيرها من الحيوانات المجترة، تلتهم طعامها دون مضغ، حتى إذا وصلت لمكان آمن تقيّأت الطعام غير المهضوم ومضغته بشكل جيد.

-الأنف: هل لاحظت أن أنف الجمل غريب الشكل؟! السبب وجود خياشيم عضلية كبيرة يفتحها الجمل ويغلقها متى شاء.. فمثلا يرعش الجمل أنفه ليُبرّدَ الهواء الداخل، أي أنها تعمل مثل جهاز تبريد في جسمه.

- القدم والأرجل: لأقدام الجمل وسادات جلدية تساعده على المشي فوق الرمال دون أن تُغرس رجلاه فيها. وبالنسبة للأرجل؛ فهي رفيعة وطويلة وتحملها عضلات قوية تساعد الجمل على حمل الأوزان الثقيلة لمسافات طويلة، فالجمل يمكنه حمل مقدار 450 كيلوجرام تقريبًا. ولكن هذا لا يعني أن الجمل يستطيع العمل بشكل متواصل، فهو بحاجة للراحة ما مقداره ستة أو أربعة أشهر من كل سنة.

-الوَبَر: يبدل الجمل وبره كل خريف.. ويستعمل الإنسان وبر الجمل لصنع المعاطف عالية الجودة، وفراشي الرسامين، بالإضافة إلى البُسُط والخيم البدوية التقليدية.

- سنام الجمل: على نقيض الاعتقاد الشائع؛ الجمل لا يُخزِّن ماءً في حدبته !! فالحدبة ـ في الحقيقة ـ تلٌّ من الخلايا الدهنية التي يستعملها الجمل لتمده بالطاقة اللازمة عند عدم توفر الطعام.

وعندما تستمر الحدبة في إمداد الجمل بالطاقة لفترة طويلة (أي عندما لا يتوفر للجمل أي طعام آخر) فإن هذه الحدبة تترهل وتنكمش... ولكن الغذاء والراحة لبضعة أيام كفيلة لترجع الحدبة إلى شكلها الطبيعي .

الوسم

هو وضع علامة على الحيوانات ومنها الجمال ..والوسم يكون بالكي بقطعة حديدية مُحماة بالنار, مرسوم عليها شكل او رمز خاص بصاحب الإبل, كي يُميز وتُعرف إبله ولاتختلط بغيرها ولا تضيع مثلا .

أما الإبل غير الموسومة فقد تُسمى بالغُفل او الغفال ,أي كأنها غير مهمة ! وبالذات إذا كان الشخص لديه ناقة واحدة فقط وإثنتين ..فليس هناك مجال ان تختلط او تضيع مع غيرها من قطعان الابل.

مهرجانات مزاين الابل

سباق الهجن أو الهجانة، رياضة عربية أصيلة. مشهورة في الشرق الأوسط بين العرب وخاصة في منطقة الجزيرة العربية، وكذلك في أفريقيا وأستراليا. والهجن نوع من الإبل، تستخدم للرياضة والركوب.

إنها مسابقات للإبل ليتم إختيار الأجمل بينها في الجزيرة العربية, ويتم ذلك بشكل دوري كل عام, وخصوصا في فصلي الخريف والشتاء .

وقد بدأ استخدام كلمة مزاين بداية العام 1420 تقريباً في السعودية عندما أتفق مجموعة من ملاك الإبل بدعم من أحد الأمراء على اقامة تجمع بينهم للتنافس على جائزة أجمل الإبل.

وكانت المعايير التي يتم عن طريقها تصنيف الابل في الجَمال معروفة لدى الكثير من أهل البادية الذين بدأوا في تحري الجَمال في إبلهم والبحث عنه والتهجين.

ثم اتفقوا على عمل مزاين يشمل عدداً أكبر من المشاركين وكانت مسماه (مزاين نوفا) ! وكانت نوفا احدى النوق الغوالي التي يملكها أحد الأمراء.

بعد هذا المزاين بدأت المزاينات تتوالى خصوصاً بعد شهرة المشاركين بين قبائلهم وتشجيع أبناء القبيلة للمتسابق وأنه يمثلهم جميعاً.

بعد هذا المزاين كانت هناك عدة مزاينات أخرى ... وأصبحت هذه المهرجانات تستقطب الآلاف من الجماهير الذين يذهبون إلى أم رقيبة وهي منطقة قريبة من منطقة حفر الباطن في السعودية.

وأصبح هذا المهرجان معلما يزوره أبناء الخليج العربي ويتنافس فيه ملاك الابل منافسة قوية للحصول على المراكز الأولى.

ويشتمل هذا المهرجان على سوق كبير يتوفر فيه كل احتياجات المنتزهين والزائرين للمهرجان، وتظهر مخيمات اصحاب الابل المشاركين بشكل مبهر في عمق الصحراء، تزدان بعقود الأنوار والاحتفالات والمحاورات الشعرية بين الشعراء.

بعد هذا النجاح غير المسبوق لهذه المهرجانات قامت بعض الدول الخليجية الأخرى بنفس الخطوة وانشأت مهرجانات للمزاين فيها ومنها الأمارات وقطر وأخيراً الكويت, والاردن بشكل بسيط.

والجدير بالذكر أن مهرجان الظفرة في دولة الأمارات أصبح يستقطب كثيراً من ملاك الابل السعوديين والقطريين فضلاً عن الإماراتيين لتخصصه بالإبل المجاهيم (ذات اللون الأسود).

وقامت بعد ذلك مجموعة من أكبر القبائل في السعودية بإقامة مهرجانات مزاين خاصة بها، بداية بقبيلة مطير ثم تبعتها بعد ذلك العديد من القبائل منها حرب وسبيع وعنزة وعتيبة وقحطان وغيرها من القبائل .

لماذا مسابقات الإبل؟

لا يخفى أن أغلب الشعوب لديها هذه العادة في البحث عن مكامن الجَمال في حيواناتهم، فمثلاً هناك مسابقات لجمال الكلاب والقطط والحمام والارانب والبقر وغيرها من الحيوانات، فمن باب أولى أن تكون هناك مسابقة للأبل.

هذا وقد ذُكرت الإبل في القرآن الكريم بقوله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)، فهذه الآية تحض على النظر في خلقة الابل واشكالها وهو ما تمثله هذه المسابقة. خصوصاً مع عشق اهل البادية والصحراء للأبل وموالفتهم لها في زمان كانت هي مصدر لبسهم ورزقهم وارتحالهم بعد الله، فكانت هذه المسابقات كجزاءٍ على معروف الابل العظيم لهم.

إبل المهرجانات

تصنف بعض مسابقات الهجن إلى خمسة ألوان : الوضح ومفردها وضحى(لونها أبيض)، الشعل (لونها قريب من الأصفر)، الصفر (لونها ذهبي)، المجاهيم (لونها أسود)، الحمر (لونها قريب من الأحمر إلى البني) وكل لون من هذه الألوان يتميز بصفات جمال تختلف عن اللون الآخر. وتقوم لجنة مكونة من المحكمين أو كما يطلق عليهم في مجتمع البادية (أهل النظر) في تقييم الابل المشاركة واعطائها درجات حسب جمالها وتوافق مواصفاتها مع المواصفات المطلوبة.

و تشتمل المسابقة على ثلاث فئات لكل لون (فئة 100، فئة 50، فئة 30) وفئة تسمى فئة الفردي.

تتنافس فيها ناقة أو بكرة واحدة فقط على مسابقة الجمال، لتكون أجمل النياق في هذا اللون. وتكون عادة المنافسة الأقوى في فئة الـ 100 لوجود الملاك الكبار واصحاب الأموال فيها.

في مسابقات أخرى مثل مهرجان الظفرة في دولة الإمارات، تشتمل المسابقة على الابل المجاهيم والهجن (تسمى الاصايل أو الجيش) وهي ابل السباق.

ورغم أن هذه الابل تتنافس عادةً بالسباق إلا أن لجنة المهرجان خصصت اشواطاً لجمال هذا النوع من الابل وتختلف صفات الجمال فيها بشكل كبير عن باقي الأنواع.

سباق الهجن

إنها رياضة عربية أصيلة مارسها العرب في الجاهلية والإسلام، وتوارثتها الأجيال على مرِّ العصور والأزمان. وهي تراث عريق قيِّم تقدره الأجيال الحاضرة، وتضعه في المكانة اللائقة به، ويصفه الكثيرون بأنها الرياضة القديمة الحديثة، أو رياضة الأجداد التي تثير الحماس والتنافس بين شباب الأبناء في العصر الحديث.

ميادين سباق الهجن

تتباين ميادين السباق من بلد إلى آخر، من ناحية الشكل، فقد تكون على شكل مضمار مستقيم أو ميدان بيضويّ الشكل أو على شكل دائرة .

وعادة ما تكون ميادين السباق مجهزة بمنصة رئيسية للمشاهدين، تمكّنهم من متابعة السباق في مراحله المختلفة.

ويتضمن الميدان بعض التجهيزات الفنية المساعدة لضبط ومتابعة وتحكيم السباق. فتوجد مثلا،ً أجهزة نقل تلفازية موزعة على أماكن متفرقة من المِنصة، تساعد في متابعة السباق في مراحله البعيدة عن المنصة.

وتستقبل هذه الأجهزة إرسالها من أجهزة تصوير مثبَّته على سيارات نقل خاصة مجهزة بشكل يمكنها من متابعة السباق منذ البداية، وخلال مراحله المختلفة وحتى النهاية.

كما توجد أجهزة تصوير متطوِّرة ودقيقة مثبتة عند خط النهاية لتصوير الهجن عند وصولها خط النهاية.

وتستخدم للمساعدة في تحديد الجمل الفائز عند وصول أكثر من جمل واحد إلى خط النهاية في وقت واحد.

ويتم السباق لمسافات مختلفة لا تتعدى ـ عادة ـ دورة واحدة حول الميدان البيضي أو الدائري. وهي تتراوح ما بين 8 و 10 كم، وقد تصل إلى 22 كم.

الإبل الأصايل

تتميز الإبل التي تشارك في سباق الهجن بأنها أصيلة، من نسل السلالات العربية المؤصلة، وهي ما تعرف بأبناء أو بنات النوق الأصايل؛ حيث تتصف بصفات خاصة تؤهلها للجري السريع، إضافة إلى صفاتها العامة، التي تشترك فيها مع بقية الإبل الأخرى.

فهي تتصف بأنها ذات سنام واحد ورقبة طويلة، وأكتاف وأرجل قوية. ويصل وزن الواحدة منها من 500 إلى 600 كجم، إضافة إلى ذلك تتميّز إبل السباق بنحافة الجسم والرشاقة وخفة الحركة وسرعة الجري والقدرة على التحمل والاستجابة للتدريب.

النوع والفئة

تشمل إجراءات سباق الهجن تحديد نوع الهجن المشاركة وعمرها وفئاتها وفترات السباق.

وتشارك كل من الجمال والنوق عادة في أشواط مستقلة، وقد يكون هناك بعض الأشواط المختلطة التي تسمح بمشاركة كل منهما في الشوط نفسه. ويجب أن يكون عمر الهجن المشاركة في كل شوط من أشواط السباق متساويًا، لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص؛ ويرتبط بتحقيق هذا المبدأ أيضًا، وضع الإبل في فئات متجانسة من حيث المستوى، أي عدم وضع الهجن المعروفة بقدرتها العالية في فئة واحدة مع التي لا تُعرَف قدرتها.

أسماء حسب العمر

يُطلق على الهجن أسماء خاصة، وفقًا لأعمارها، فتدعى:

عند ولادتها وحتى عمر سنة واحدة المفرورة أو المفردة.

السنة الثانية تصبح الحجة أو الحقة.

السنة الثالثة فهي المضربة أو اللقية.

السنة الرابعة تدعى البزعة أو الجذاع.

السنة الخامسة تدعى الثنايا.

السنة السادسة تدعى الحولة.

السنة السابعة تدعى السديس.

ويطلق على الذكور عموماً منذ ولادتها حتى عمر خمس سنوات القعدان. فإذا تجاوزت خمس سنوات فهي الزمول. ويطلق على الإناث منذ ولادتها حتى عمر خمس سنوات البكار. فإذا تجاوزت خمس سنوات فهي الحول. ويسمى شوط السباق باسم الهجن المشاركة فيه، فشوط الثنايا البكار أو القعدان تشارك فيه الإناث والذكور التي يبلغ عمرها 5 سنوات، وتشارك الزمول ـ أي الذكور التي يزيد عمرها على خمس سنوات ـ في أشواط الزمول، وهكذا بالنسبة لبقية الأشواط.

الجمل في التراث

وأطرف ما قاله سعيد بن عاذرة في كتابه الإبل على لسان الجمل.. قال الجمل: أنا الجمل أحمل الأحمال الثقال، وأقطع بها المراحل الطوال، وأكابد الكلال، وأصبر على مر النكال، ولا يعتريني من ذلك ملال, ولا أصول صولة الإدلال، بل أنقاد للطفل الصغير، ولو شاء الله لاستصعبت على الأمير الكبير، فأنا الذلول، وللأثقال حمول، لست بالخائن ولاالغلول، ولا الصائل عند الوصول، أقطع في الوصول ما يعجز عنه الفحول، وأصابر الظلمأ في الهواجر، ولا أحول، فإذا قضيت حق صاحبي، وبلغت مآربي، ألقيتُ حبلي على غاربي.

وذهبت في البوادي أكتسب الحلال زادي، فإن سمعت صوت حادٍ سلمت إليه قيادي، وأوصلت فيه شهادي، وطلقت طيب رقادي، ومددت إليه عنقي لبلوغ مرادي، فأنا، إن ضللت فالدليل هادِ، ، وإن ظمئت فذكر الحبيب زادي، وأنا المسخرلكم بإشارة ,فلم أزل بين رحلة ومقام حتى أصل إلى ذلك المقام.

وعن الإبل قال الجاحظ قديما: (فيها من خصال الشرف، والمنافع، والغناء في السفر والحضر، وفي الحرب والسلم، وفي الزينة والبهاء، وفي العُدّة والعتاد، ما ليس عند الكركدن ( وحيد القرن )، ولا عند الفيل ولا عند الجاموس !) .
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF