د. تيسير عماري
في اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني برئيس واعضاء اللجنة الوزارية العليا لمتابعة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016- 2025 والذي أكد فيه جلالته على اهمية العمل بشكل سريع لتنفيذ توصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية لضمان فرص ومستقبل افضل لابناء وبنات الوطن وشدد جلالته على ان الركائز الاساسية للنهوض بالعملية التعليمية تتمثل بوجود مناهج متطورة لأن المناهج المتطورة هي التي تنهض بالتعليم .
يقدم جلالة الملك دائماً افكاراً متقدمة في كل المجالات ان كانت سياسية واقتصادية واجتماعية وتربوية وتعليمية لو عملت الحكومات ومجالس النواب والمؤسسات بهذه التوصيات لكنا في حال احسن بكثير مما هو عليه الآن .
يكفي على سبيل المثال الورقة النقاشية حول الدولة المدنية التي قدمها جلالته لو قامت الجهات المسؤولة بتطبيقها لكنا بدأنا في مشوار التقدم السياسي والاصلاحي .
تطوير مناهج التعليم هو الاساس في تطوير المجتمع وتقدمه ، فالدول المتقدمة سبقتنا بقرون في هذا المجال وتقدمت علمياً وتكنولوجياً وغيرت المناهج واهتمت بالتعليم المهني والتقني المتقدم والتعليم المبكر .
تأخرنا كثيراً في هذا المجال بل صنعنا تنظيمات وتعليمات تتحمل مسؤولياتها وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم عندما جعلت من التعليم مصدراً لكسب المال لحساب رأس المال حيث كانت النتيجة تخريج الالاف المؤلفة سنوياً لخريجين شباب عاطلين عن العمل بسبب المناهج التي لا تجد سوقاً للعمل .
تأخرنا كثيراً وكنا نقول منذ عقود ان هذا الامر سيؤدي الى المزيد من البطالة والخسائر المادية ستكون كبيرة على ذوي الخريجين مادياً وعلى الوطن وعلى الامن الاجتماعي لكن للاسف لا حياة لمن تنادي واستخدمنا المثل الذي يقول : لا تندهي ما في حدا لا تندهي .
الآن ونحن في مرحلة نحتاج فيها الى التطوير والتقدم واهمها تهيئة اجيال قادمة تستطيع ان تؤمن لنفسها حياة كريمة ، اجيال مؤهلة علمياً ونفسياً وتكنولوجياً وفكرياً ، اجيال متنورة متحررة من التجهيل الفكري ، نقول الآن نحن نحتاج الى البدء وبسرعة كما قال جلالته للتغيير والعمل الجاد وهنا تقع المسؤولية على الحكومات ومجالس النواب والمؤسسات والادارات الشريكة من اجل الاسراع على تحقيق رؤية جلالته على امر الواقع .
لو عملنا وطبقنا افكار جلالته نكون في الطريق الصحيح واي تأخير من اي جهة بعمل ذلك هو جريمة بحق الوطن .