برغم ما يمتلكه الأردن من خبرات ومهارات ومواهب عديدة ومتنوعة الا أن الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب يفرض معطيات جديدة ومختلفة عما مر سابقاً. لم يمتلك الأردن غزارة في الموارد ولكن امتلك العنصر البشري والعقول المتعلمة الذكية والتي تعتبر رأس مال فكري كبير. ويبدو ان الاقتصاديين والمخططين الماليين لم يتوقعوا أزمات اقتصادية ومالية صعبة الحل بمديونية كبيرة.
عبء كبير يحتاج الى تكثيف الجهود والسعي الحثيث للسيطرة على الاوضاع ومواجهة الازمات والخروج منها بسلام دون الإضرار بوضع المواطن الأردني. تحد شائك ولابد من مواجهته بما يحمله من صعوبات. الوضع يحتاج لعلم المزيد من الدروس بهدف جعل الامور تتطور نحو مرفأ السلام والأمان المالي. وان التحديات التي يمر بها الوضع الاقتصادي باتت تفرض نفسها بقوة وقد تشكل ما نحن عليه للسنوات العديدة القادمة.
أن القدرة على مواجهة التحديات في الاقتصاد وتحويلها الى فرص دائماً متاحة وكل ما نحتاجه التفكير بأمرين مهمين أولاً ضرورة وضع أهداف واضحة جديدة تناسب المعطيات الحالية والظروف البيئية المحيطة، وثانياً اتقان استقلالية التفكير الاقتصادي والمالي للسيطرة على الظروف بما يناسب واقعنا في الأردن مما يجعل إتخاذ القرارات الخاصة بالوضع أكثر تركيزاً وكفاءة وقدرة على مواجهة الصعوبات.
وعند الحديث عن استقلالية التفكير الاقتصادي نعني اتخاذ القرارات الاقتصادية من خلال دراسة الموارد الداخلية المتاحة من بشرية ومادية ومعرفة افضل طرق الاستفادة منها وأن العنصر البشري اغلى الموارد وأن حفز الابداع والقدرات قد يخلق التغيير والتطوير المنشود أو قد يقلل من الصعوبات التي فرضتها بعض الظروف السياسية الصعبة التي يمر بها العالم العربي.
ان تبني مفاهيم استقلالية التفكير الاقتصادي وتقليص الاستيراد وتحفيز وتنشيط الصناعة الوطنية والسياحة الداخلية والاستثمار براس المال الفكري وخلق اقتصاد يعتمد على المعرفة هو ما يساعد على إعادة التوازن. مع ضرورة الدعم وتحفيز المواطنين وتوجيههم نحو تقنين الاستهلال بدلاً من اللجوء الى مزيد من الزيادة في الضرائب.
أن محاولة تنظيم الامور وإعادة النظر في الأهداف وتبني التفكير المنطقي والتنظيم كحلول متاحة تمكٌن وتساعد في التخفيف من حدة الازمة الاقتصادية، وهناك فرق بين تبني ربط الحزام بشكل عام عوضاً عن تخصيص ذلك للمواطن فقط. أن الحدة في تفسير وتحليل المشاكل لا تناسب الظروف ولا المرحلة.
نحتاج فكرا بناء ومنطقية واستقلالية وتفكيرا في ظروفنا الخاصة بنا لنتمكن من تخطي المشاكل وحلها بكفاءة ومنطقية. ان امتلاك الذكاء والقوى البشرية المتعلمة والأمن والامان الذي يحظى به الاردن كلها عوامل تزيد من قدرة المخططين على مواجهة الظروف دون تضخيم مع ضرورة معالجة القضايا تدريجياً وبهدوء.
واعتقد أن هذه المرحلة تتطلب اتحادات مشتركة بين قوى المال والاعمال في القطاع الخاص مع القطاع العام لضمان مساهمتها في مواجهة التحديات والخروج منها بسلام. لا فائدة من اخفاء مشاكلنا خلف لوح ابيض، علينا رسمها على ذلك اللوح ومحاولة تحليلها بمنطقية وعقلانية ووضع الحلول التي تناسب الحالة والوضع والبيئة التي نعيش فيها. ان التحلي بالصبر والإيجابية يُمكن من إتخاذ القرارات الصائبة التي تعود بأفضل العوائد، حمى الله الاردن.
A_altaher68@hotmail.com
مواضيع ذات صلة