الوطن هو الأمن والسكينة والحرية.. الوطن هو الإنتماء والوفاء والتضحية والفداء.. الوطن هو الأم التي ترعانا ونرعاها.. وهو الأسرة التي ننعم بدفئها.. فلا معنى للأسرة دون الوطن.. فهو الأمن والسكينة والحرية، وهو الانتماء، والوفاء، والتضحية، والفداء.
والإنسان بلا وطن، هو بلا هوية، بلا ماضٍ أو مستقبل، فهو غير موجود فعليا.. وان أثمن ما في الوجود هو الوطن، الذي يضحي الإنسان بحياته دفاعاً عن ترابه المقدس، لأنه يستمد منه إنتماءه وكيانه الإنساني.
ورغم ان الوطن كلمة بسيطة وحروفها قليلة، ولكنّها تحمل معانيٍ عظيمة وكثيرة .. فهو الهوية التي نحملها ونفتخر بها، وهو المكان الذي نحس بالأمان فيه ، هو الحضن الدافئ الذي يجمعنا وهو نعمة من الله أنعمها علينا .
لذا علينا أن نحميه وندافع عنه ونفديه بروحنا وأغلى ما نملك ونعمل كيدٍ واحدة لبقائه آمناً وصامداً.
فدوى لعيونك يا أردن
فدوى لعيونك يا أردن كلمات الشاعر سليمان المشيني و ألحان روحي شاهين وغناء سميرة توفيق :
«فدوى لعيونك يا أردن
ما نهاب الموت حِنّا
يا حمى غالي علينا
ما نطيق البعد عنّه
نذكره صبح وتماسي
حنّا ما ننسى وطنّا
فدوى لعيونك يا أردن
الغوالي يرخصنّه
يا وطن عزه وحميّه
ديرة بالحسن جنّه
ما يفي حسنه قوافي
والمسك فوّاح منّه
أغلى من تبرٍ ترابه
يفتديه الكلّ منّا
نمتطي جنح المخاطر
بالدّما ما نبخلنّه
عالجمر تمشي النّشامى
والوفا للحرّ سُنّه
نزرع ارضه بالمفاخر
حنّه لَن قلنا فعلنا»
وصديقنا الروائي والناقد الأدبي د. محمد القواسمة يذكر في دراسة له حول الاغنية الوطنية :
« انّ الناس مفطورون على حب أوطانهم، وحمايتها والانتساب إليها. وظاهرة الانتساب إلى المكان والبيئة موجودة عند غير الإنسان من الكائنات؛ فكثير من الطيور لا تستطيع التعايش أو التناسل خارج بيئاتها، ومعظم النباتات إذا انتقلت من بيئة إلى أخرى يصعب عليها التكيف مع البيئة الجديدة، فتذوي وتموت.
كيف الهمة عالية؟
أنها كلمات من أغنية» كيف الهمة « لمطربنا الشهير عمر العبدالات:
«كيف الهمة ... عالية
المعنوية ... عالية
هون مصنع الاسود
جيش إللي يدافع عن الحدود
وزنود تصد البارود
وتبقى الرايه عالية
الاردن حر ما ينداس
وتاريخ مشرش للساس
أعلنها شريف الناس
بطلقة وحدة عالية
لو ينخانا تراب العز
أرواحنا ما تنعز
نقوم نهز الدنيا هز
نخلي الاردن عالية
احنا بكل فخر واخلاص
باغة بارودة ورصاص
وصقور تحب المقناص
بجوِّ الاردن عالية»
ويؤكد كذلك : فعندما نقول الأردن لا نعني الأردن المكان الجغرافي بحدوده السياسيّة المعروفة فحسب، بل نعني به الناس الذين يعيشون على أرضه، والكائنات الحية الاخرى التي تسعى في مراعيه وحقوله، والطيور التي تحلق في سمائه، والأشياء التي تملؤه، والطبيعة التي يغتني بها من جبال وسهول وأنهار ووديان، وكذلك ما لأهله من آمال وطموحات ، وتاريخ قديم وحديث، هو جزء من تاريخ أمتنا العربية.
أردن يا أردن يا حبيبي
أردن يا أردن يا حبيبي قصيدة للشاعر حيدر محمود عام 1964
و غناها قديماً المطرب المعروف محمد جمال :
«على ذرى أردننا الخصيب
الاخضر العابق بالطيوب
الساحر الشروق والغروب
سمعتها تقول يا حبيبي
صبية حسناء من بلادي
سمعتها بلهفة تنادي
يا مالك الوجدان والفؤاد
اردن ،يا اردن ،يا حبيبي
روحي فدى السهول والتلال
يا بلد الجمال والدلال
يا جنة الزيتون والدوالي
اردن ،يا اردن ،يا حبيبي
يا حبي الكبير يا اردني
يا دم مهجتي ونور عيني
لأجل عينيك انا اغني
اردن ، يا اردن ، يا حبيبي
تعيش طول العمر يا حبيبي
يا فارش الزهور في دروبي
يا ساكن الارواح والقلوب
اردن يا اردن ،يا حبيبي»
ويذهب د. القواسمة للقول : ان الاهتمام بالهوية الوطنية الأردنيّة بدأ في عشرينيّات القرن الماضي ضمن اهتمام دول العالم الثالث بالظاهرة القوميّة، وقد ظهرت الروح القوميّة في البلاد العربية لمناهضة المستعمرين؛ فصار يُبحث عن الهويّة الوطنيّة في كلّ شيء، في الأدب والفن والتاريخ والاجتماع وغير ذلك .
ففي مجال الأغنية ـ على سبيل المثال ـ لا نزال نتذكر شعار سيد درويش:» الأغاني المصريّة للمصريين» انسجاماً مع الشعار الوطنيّ العريض» مصر للمصريين»- أي ليس للدخلاء المستعمرين الانجليز - وبدأنا نسمع عن الأجناس الأدبيّة والفنيّة الخاصة بكلّ بلد، وبالنسبة إلى الأردن بدأت تتشكل في منتصف القرن الماضي ملامح الهوية الوطنية فصرنا في الأدب والفن نقول: القصيدة الأردنية، والرواية الأردنية، والمسرحيّة الأردنية، والأغنية الأردنية .
وجرى التركيز على الأغنية؛ لأنّها تبرز عقلية الشعب الأردنيّ، وتعبر عن خواطره النفسيّة والفنية، وتعكس ذوقه الجمالي، وتظهر همومه المعيشية، وتدب فيه الحماس للدفاع عن وطنه، وتجسّد حضارته وتاريخه، وتخلد أبطاله وعظماءه.
إنّها «من أكثر أشكال الفنون الموسيقيّة ديمقراطية، تتأثر وتتفاعل مع جميع الأحداث المهمة التي تحدث في حياة المجتمع مجسدة ذلك في الكلام، وفي تنغيم يعكس روح الحدث، وهي جزء مهم جداً لا يتجزأ من الثقافة.
أرضي الحرة .. أرض النخوة
أنا الاردن ..أغنية وطنية جميلة للراحل المطرب اسماعيل خضر
وتقول كلمات هذه الاغنية لسليمان المشيني :
«أنا الاردن .. أنا الاردن
أنا والمجد والتاريخ والعلياء والظفر
رفاق منذ كان الفجر والانسان والعمر
في سمائي طعم الحق يهدي البشرية
في ربوعي سار ركب الخير ركب المدنية
انا الاردن ... انا الاردن
ارضي الحرة ... ارض النخوة
جنة الدنيا الجميلة
لم تزل ارض البطولة
وميادين الرجولة
أنا الاردن ... انا الاردن
مضرب الامثال شعبي بالشهامة
يحمل الفأس بساعد
يحمل الرمح بساعد
يتحدى الهول صامد
صاغ نصر العرب
في يوم الكرامة»
وعلى الرغم من بروز الهوية الوطنية في الأغنية الأردنية، فإنّها ظلت مرتبطة بشكل عام بالأغنية العربية، سواء القديمة أم الحديثة، وبخاصة أغاني البلاد العربيّة المجاورة؛فالغناء البدوي الأردني يشبه إلى حد كبير الغناء في بوادي بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية، كما يشترك الغناء الأردني في المنطقة الشمالية (إربد والرمثا) مع جنوب سوريا (درعا وسهل حوران) في كثير من الخصائص الموسيقية كأنواع الغناء وأساليبه وأنواع الآلات الموسيقية وطرق العزف عليها.
ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى أن الأهازيج الحماسيّة الأردنيّة ارتبطت بما نسميه النخوة التي عرفها العرب قديماً في الأردن شعاراً خاصاً بكل قبيلة، وهي موروث يمتد في أجيال متعاقبة من السلف إلى الخلف، وهي نخوة تذكر بشجاعة جعفر بن أبي طالب الذي شارك في معركة مؤتة، وهو يردد أهزوجته:
يا حبذا الجنة واقترابها
طيبة وبارد شرابها
وأول هتاف نخوة كان لتلك التي رافقت مجيء الأمير عبدالله بن الحسين؛ إذ ردد الجنود المرافقون له نخوة: (خيال الهذلة عبد لي) موقعة على قرع الطبول،وسط نغمات الأهازيج الحماسية.
وطني الشمس بتفخر إنها
تبقى اغنية وطني الشمس في ذاكرة لا تمحى.. وكلما تسربت اشعة الشمس الى العيون هز اللسان منشداً:
«وطني الشمس بتفخر إنها
تكتب إسمها فوق ترابك
وطني.. وطني
وطني المجد أتمنى يبقى
آخر كلمة بقلب كتابك
وطني .. وطني
لما الكون بيصفى ويحلى
انت الأحلى انت الأحلى
لما النجم بيعلى ويعلى
انت الأعلى انت الأعلى
لما دم الحر بيغلى
انت الأغلى انت الأغلى
يا وطني
وطني صخورك هي زهورك
سود الليل عيون رجالك
وطني بدمي سياج حدودك
يوم الغارة عيد ابطالك
لما الكون بيصفى ويحلى
إنت الأحلى إنت الأحلى
لما النجم بيعلى ويعلى
إنت الأعلى إنت الأعلى
لما دم الحر بيغلى إنت الأغلى
إنت الأغلى إنت الأعلى
يا وطني .. يا وطني
وطني كتبنا فوق جبالك
حتى العالم يقرى كلامك
وطني سلام الدنيا سلامك
لما الكون بيصفى ويحلى
إنت الأحلى انت الأحلى
لما النجم بيعلى ويعلى
انت الأعلى انت الأعلى
لما دم الحر بيغلى انت الأغلى
انت الأغلى انت الأعلى
يا وطني .. يا وطني».
أبواب - وليد سليمان
مواضيع ذات صلة