يقولون أن فصائل المعارضة في حلب أجرت اتفاقا مع روسيا ,وأنا أتابع تنفيذ الإتفاق عبر الأخبار ...وهل خرجت أم لم تخرج ؟...يؤرقني سؤال من هي فصائل المعارضة ؟ ...جبهة النصره مثلا ؟ هل تعتبر فصيلا من فصائل المعارضة ؟ ..أحرار الشام , الجبهة الشامية ...(داعش) .
أصبح مفهوم المعارضة في سوريا (مطاطا) بحيث لم نعد نفهم أو نفرق بين سوري يقاتل طمعا بالحرية , وأفغاني أو شيشاني انظم لصفوف داعش طمعا في الجهاد ...لم نعد نفرق بين الضحية والجاني , وبين القاتل والقتيل ..
وأنا ايضا أضحك حين اشاهد إعلام قناة الميادين , الذي يجوب شوارع حلب ويحتفل بالنصر ..وبين إعلام العربية ..الذي يرسل , أحدهم له تسجيلا عبر هاتفه الجوال ويؤكد أن المليشيات تحرق العائلات ..
حلب ذوبت المفاهيم لم نعد نعرف شيئا ..فحين تشاهد تصريحات الأمريكان تدرك أنهم هزموا في معركة تأخروا عن المشاركة فيها , وحين تسمع الروس تعرف أنهم مرغوا أنف اوروبا كاملة , في الأرض .
حتى على الفيس بوك يتشاجر أردني مع شقيق له , فواحد يحتفل بالإنتصار ونائب يكتب دعاء , ضد بشار الأسد ...
حسنا في حلب المهزوم , ليس المعارضة ...ولكن من أنتج المعارضة , وللأسف تخلى الإعلام العربي تماما ..عن إدانة تركيا , فهي بالرغم من كل تحذيراتها ..بالرغم من كل جبروت (اردوغان) لم ترسل دبابة لنجدة الأخوة الذين يقاتلون لأجل الحرية – كما يصفهم الإعلام التركي- ...بل كانت معركتها التصريحات فقط , في حين أن الذين لطموا على أردوغان لحظة الإنقلاب ...وأجهشوا بالبكاء , ووضعوا صور الإمبراطور على صفحاتهم صمتوا جميعا ...أمام إنسحاب تركيا من المشهد ...
من أنتج المعارضة في حلب هو الذي هزم وحلب لم تهزم ....ومن راهن على الموقف التركي وظن في لحظة , أن الخلاص سيكون بيدهم هو الذي هزم , ومن راهن على أمريكا ...هو الذي هزم أيضا , حلب لم تهزم أبدا ..
السؤال المحير الذي يؤرقني ..أنا اعرف الطرف المنتصر ولكني متعب في معرفة وتحديد الطرف المهزوم , في تحديد المعارض حقيقة من غير المعارض في تحديد التاجر من المسلح ...متعب أيضا في تحديد ..الحقيقة أنا على الأقل أعرف الحقيقة ومؤمن بها ..مؤمن بسوريا الأرض والإنسان والتاريخ والدور ..لكني لم أكن مؤمنا يوما بمن يوظفون الإيمان في القتال ..وحين يهزمون يلجأون للأدعية والإستنجاد بالضمير الإنساني ..وبأردوغان
Hadi.ejjbed@hotmail.com
مواضيع ذات صلة