خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المغتربون في ضوء التطورات الإقليمية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فايز الربيع الإغتراب ليس جديدا ً في تاريخ الشعوب ، فمنذ القدم هاجرت جماعات إلى دول مختلفة ، و الأسباب مختلفة ايضا ً، بعضها اختياري و الآخر قسري ، بعضها سياسي ، ديني ، اقتصادي ، وربما يكون الاغتراب له معنى غير اللجوء الذي يكون بسبب الكوارث ، و هنا نحن في الأردن نلمس ذلك في بنية مجتمعنا ضمن فسيفساء كونت هذا الواقع المندمج و المتجانس لغة و عقيدة و تاريخا ً و عادات.

ما أتحدث عنه اليوم هو ابناؤنا الذين اغتربوا في العالم ومنه دول الخليج ، بحثا ً عن الرزق ، و ساهموا في قطاعات التعليم و الصحة و البنية التحتية ، ما لا ينكره اهل تلك البلاد.

كانت سنينا ً فيها الضرع مليء بالحليب ، و الكل قادر على ان يشرب منه و البلاد بحاجة ، الظروف الدولية و الإقليمية الآن تغيرت و اجتمعت ضاغطة على اقتصاد تلك الدول ، ناهيك عن تعليم ابنائنا ومن حقهم ان تكون لهم فرص عمل في بلادهم.

نحن هنا في الأردن وربما كما هو في مصر و سوريا و لبنان و بنسبة أقل المغرب العربي ، تأثرنا اكثر من غيرنا بالنتائج مقارنة بعدد السكان ، لدينا في السعودية و حسب الأرقام المعلنة ( 400 ) اربع مئة الف فرصة عمل في القطاعات المختلفة يتم تحويل ما مجموعه مليار و اربعمئة مليون دولار سنويا ً إلى الأردن كحوالات مغتربين و ايضا ًحسب الأرقام المعلنة.

وفي نفس السياق لدنيا ما يقارب هذا العدد في كل من الإمارات و البحرين و قطر و عُمان ، و أحيانا تكون الأرقام أقل و في العموم لدينا اكثر من ستمئة الف فرصة عمل يعيلون كما ً من الأسر ، تقول التقارير إن كثيرا ً منهم لم يستلموا رواتبهم لمدة تزيد على ستة شهور في القطاع الخاص ، و أن عملية الإحلال مستمرة في القطاعات الحكومية.

لدينا وزارة تتبعها تسمية ( شؤون المغتربين ) ، وكنت قد طالبت بإنشاء وزارة خاصة للمغتربين، لإن اعدادهم و ثقلهم الإقتصادي و مشاكلهم يحتاج الى تفرغ و استراتيجية و متابعة.

من المفروض ان سفاراتنا تقوم بمهمة المتابعة و المراقبة و تقديم صورة كماهي عن الواقع وسيناريوهات المستقبل، و من المفروض ايضا ً ان لا تكون إدارة الازمات فقط خاصة بلون معين من الأزمات فالقادم الكبير بالنسبة لنا، ما هي الخطط المستقبلية لهؤلاء الناس في ظل بطالة و فقر هما عنوان الرحلة منذ عقود ، ما هي الإجراءات الحكومية الاستباقية أولا ً لحل مشكلة هؤلاء الناس في مناطقهم ، و ثانيا ً في حالة حركتهم باتجاه موطنهم وهو أمر وارد في أي وقت ، ربما يقول قائل ( اللي فينا مكفينا ) ، هذا صحيح ولكن المشكلة تفرض نفسها و تحتاج إلى بحث و تقديم مقترحات للحلول في كل الإتجاهات ، نحن هنا نتحدث عن الاردنيين في منطقة الخليج تحديدا ً اما في باقي مناطق العالم فالأمر مختلف لأن نوعية العمالة و طبيعة العمل و الشركات و القطاعات الحكومية فيها استقرار لا يسمح باتخاذ قرارات خارج مؤسسة القانون.

نحن نقدم الشكر لاخوتنا في الخليج على استيعاب العمالة الأردنية التي اثبتت انها مخلصة و كفؤه و قادرة على التحمل و النهوض بالمهمات الموكلة اليها بشهادة اهل الإختصاص هناك ، و في الوقت نفسه ندعو إلى النظر ايضا ً في الواقع الإقتصادي في الأردن و دوره في تحمل الأعباء السياسية في ظل لهيب المنطقة مما يستدعي نظرة خاصة إلى العمالة الأردنية الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا ً.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF