ماالذي دعاني للكتابة عن الكرك ؟ ..بعيدا عن كوني منها , ولكن في المناهج حيت تذكر المدن الأردنية , تذكر القلاع والاثار , والأنماط الإجتماعية لأهلها ويقال في ذيل المادة :- ويعمل أهلها في الزراعة والوظائف الحكومية ..وربما يذكرون أعداد السكان فيها , وربما يتحدثون أيضا عن جمال الطبيعة
لكن ثمة ميزة في الكرك ..يجهلها الجميع , وهي أنها المدينة الوحيدة في العالم العربي التي لا يوجد فيها مخيم , ولم يدخلها الفلسطيني لاجئا ...بل دخلها شريكاً وأخاً ..
في الكرك وحدها لا يقال عن الفلسطيني.. فلسطيني بل يقال عنه كركي , وفي الكرك وحدها لا تصنف القرى ولا يصنف الناس ...وفي الإنتخابات لا يقال هذا شرقي وهذا غربي , وفي قسمة الأرض ...وفي الدم وفي الزواج أيضا .
في قريتي ..التي تحتضن قبر هزاع وحابس المجالي , لم ينجح أحد من أفراد عائلتي من حصل على الكرسي هو شاب خلوق , من ابناء عشائر بئر السبع ..لكن في الوجدان الكركي هو لايصنف كذلك ..بل يصنف كشريك في الوجدان وشريك في الغنم والغرم ...وخوفه على تراب الكرك يعادل خوفه على دمه وحياته ...
ألا تستحق الكرك أن تكون درسا في مناهجنا , إن حب الوطن عبادة ..والتسامح جزء من العبادة , لماذا نعترض على الايات المحذوفة وحدها مع أن مضامين الايات كلها تدل على التسامح والمحبة والتقوى ..ونترك شخصيتنا الوطنية الجامعة ..وهويتنا المشتركة .
الكرك بكل ما فيها من تراب وشجر وحجر , كانت دوما وريد فلسطين ولو أن الدولة في لحظة أنتجت مشروعا اجتماعيا لدراسة حال الناس هناك لأدركت حجم عظمة الأردن وقوته وصبره ...
لم تقبل مخيما على ترابها , ولا تضم لاجئا في بطنها ...هي تلم أولادها كلهم بود وحب وحنان وتصاف ...
حين تعجز المناهج عن تقديم درس في الشخصية الوطنية والحياة , نحن نقدم لهذا الجيل كل الدروس ....والكرك درس مهم في تاريخ دولتنا , وتاريخ العرب .
[email protected]
