د. أسامة الفاعوري
...بالنسبة للإقتصادات الكبرى، يلاحظ أن نظام تعويم سعر الصرف هو المبدا أو المعيار، وهذا يعني أن قيمة العملة تتقلب وفقاً لسوق الصرف الأجنبي. وتتأثر أسعار العملات بالعديد من العوامل الأساسية والفنية، والتي تكون عادة في حالة تغيّر مستمر، وهذه تشمل الفروق في أسعار الفائدة، والأداء الإقتصادي، والعرض والطلب (على العملتين)، والتضخم.
...بالنسبة لشركات السياحة والسفر، يلاحظ أنها تتأثر مباشرة من تقلبات أسعار صرف العملة، فمثلاً، إن قوة الدولار النسبية أو ضعفه في مقابل العملات الرئيسية الاخرى، سوف يُملي على هذه الشركات كيفية القيام بمعاملاتها التجارية. إن عائدات النقد الأجنبي من السياحة والسفر يُمثّل المقبوضات من العملة (الغير محلية) التي تم الحصول عليها عن طريق بيع السلع والخدمات للسّياح الأجانب، ويمكن تصنيف هذه العائدات على شكل عائدات قوية (صعبة) قابلة للتحويل (Hard convertible currencies) وعائدات ضعيفة(سهلة) غير قابلة للتحويل (Soft non-convertible currencies).
...بالنسبة للعملات الصعبة (القوية) القابلة للتحويل فتشمل الدولار الأمريكي، واليورو الأوروبي، والين الياباني...الخ، وهي عملات مقبولة دولياً ويمكن تبادلها بحرية تامة دون قيود، وبما أن هذه العملات تصدر من الدول الأكثر تقدماً من الناحية الإقتصادية، فهي تستخدم على نطاق أوسع في التجارة الدولية، في حين، أن العملات السهلة (الضعيفة) غير قابلة للتحويل، وهنالك قيود مفروضة عليها خارج بلادها، ومثال ذلك البات التايلندي والروبية الهندية. ولكن في جميع الأحوال، هنالك إتجاه واضح من قبل كل الدول بالسعي الى جعل عملاتهم قابلة للتحويل. وكلما كان الوضع الإقتصادي غير مستقر في الدولة، كلما زاد ذلك في احتمال تقلب أسعار العملات، وهذا نتيجته خسائر على الاحتفاظ بالعملات، وخسائر على العقود التجارية.
...وأخيراً، بالنسبة لمنظمي الرحلات السياحية الذين يجب عليهم دفع الحسابات المستقبلية بالعملات الصعبة، فإن سوق الصرف الآجل (سعر الصرف الذي يتم الإتفاق على الدفع به مسبقاً) هو الوسيلة الأهم التي من خلالها يمكن التحوط من تقلبات أسعار صرف العملات، والحد من الخسائر المحتملة من خلال انخفاض قيمة العملة. مما لاشك فيه، أن إجازات معظم الناس تكون في وقت واحد يميل الى الموسمية، ويكون هذا بالتزامن مع عطلة المدارس، وبالتالي فإن أسعار الصرف الغير مناسبة التي تغطّي هذه الشهور، يمكن أن تؤدي الى تغييرات في أنماط السفر وجدولة الإجازات، مما يؤدي الى مواسم سياحية لايمكن التنبؤ بها من قبل هذه الشركات. إن معظم حكومات الدول النامية تشجّع على السياحية الدولية، وذلك لإن السياحة الدولية والسائح الدولي مصدر رئيسي من مصادر العملة الصعبة.
[email protected]