تكريم المعلمين وتقدير ادوارهم كان بداية تكريماً سماوياً فيقول الله عزَّ وجلَّ « يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير» ويقول الإمام الغزالي « إنَّ مهنة التعليم من أشرف المهن وأكثرها تقرباً إلى الله» كما نال المعلم قدراً عالياً في حضارتنا العربية وحظي بمكانة سامية جعلت منه محطاً لكل تقدير، إيماناً بأنه القادر على أن يرسم طريق النجاح ويكون سبباً في كل رفعة وتقدم، وهذا شوقي يصف المعلم ويقول:
أعلمت اشرف او أجل من الذي
يبني وينشئ انفسا وعقولا
وفي الأردن أدركت القيادة الهاشمية مبكراً ومنذ نشوء الدولة الأردنية مكانة المعلم ودوره في تنمية الكوادر البشرية المؤهلة لدفع مسيرة البناء والتحديث ونقل الأردن إلى مرتبة ومستوى حضاري في فترة قياسية رغم شح الإمكانيات المادية المتاحة، فتم الإسراع بتأسيس معاهد المعلمين والكليات الجامعية التي تمنح درجات متعددة في مجال التعليم، إلى جانب مراكز التدريب والتأهيل التربوي، حتى غدا المعلم الأردني مثالاً مميزاً في المنطقة العربية مما دفع الكثير من الدول العربية إلى التسابق على التعاقد مع المعلمين الأردنيين، فكان لهم دوراً يتحدث عنه الكثيرون في المساهمة في تنمية هذه البلدان والأقطار .
إنَّ تكريم المعلمين وتقدير أدوارهم سياسة أردنية واضحة يرعاها جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا مباشرة، من خلال مبادرات عديدة، كمبادرة مدرستي، وجائزة الملكة رانيا للمعلم والمدير المتميز، عدا عن تكريم المعلمين في مناسبات عديدة بأوسمة رفيعة والإشادة المستمرة بأدوارهم.
في يوم المعلم يبقى أملنا كبيراً وثقتنا عالية بالمعلم الأردني، ونقدر له المساهمة الكبيرة في ما أنجزنا من تقدم ونجاح في كافة الميادين والمجالات، فيا أيها المعلمون أنتم حراس الفضيلة، وبناة الفكر، وأمل الوطن وشعلته التي ستبقى في مقدمة المسيرة تنير لنا الدرب وتوجه أنظارنا دوماً نحو غدٍ أفضل.
[email protected]
