كتاب

توك .. توك .. توك .

يسمح مذيعات ومذيعو برامج الترفيه الإجتماعي خصوصا لما فترة الظهيرة وما بعدها لأنفسهم في الإستفاضة في الحديث عن كل شيء , و يتبارزون في طرح المواضيع ويتسابقون في إنتقاء العناوين وهي غالبا ما تكون حديث المرحلة , يصيبون ويخطئون , يعتذرون ويصرون ويفرضون اراءهم ويوجهون نحوها , وينتقون مؤيديهم من المكالمات الهاتفية ومن الرسائل النصية ومن مواقع إذاعاتهم الإلكترونية وصفحاتها وصفحاتهم الخاصة على الفيس بوك.

الأسبوع المنقضي مثلا إختار أحدهم إتفاقية إستيراد الغاز من حوض المتوسط , بينما إنتقت مذيعة أخرى نتائج الإنتخابات النيابية والمال الأسود , وثالث تحدث عن تشكيل الحكومة ورابعة إهتمت بالأسعار والضرائب وهكذا .

يبدو الإعداد السليم غائبا , لأن الحديث يسير كما اتفق والكلمات وليدة لحظتها والأصوات تهدر تبعا لدرجة الحماس , وهلم جرا .

برامج التوك في الإذاعات تملأ فراغ الإذاعة , لكنها لا تثري ثقافة الناس، فهي تتبع الهوى تماما كما هي حال الإذاعة تبث على الهوا , لا مجال للإستدراك ولا مجال للتقييم ولا مجال لدراسة التأثير ولا مجال أيضا للموضوعية .

التوك توك , «رغي « مهمته إضحاك الناس حتى على المواضيع الجادة , لكنه يغفل تماما وعي الناس وإتجاهاتهم , والأهم من ذلك كله يأخذ طابع المعارضة , والهدف جلب مستمعين .

الزي الأفغاني .

بصراحة بحثت كثيرا وكثيرا جدا عن أصل الزي الأفغاني الذي ينتشر في بلادنا , فلم أجده الا في الصور التي كانت تبثها وكالات الأنباء والتلفزة العالمية بينما كانت أفغانستان وباكستان تحت الضوء .

هذا الزي عاد به كثير من المجاهدين ممن إلتحقوا في صفوف المقاتلين الأفغان في معركتهم ضد روسيا الشيوعية , ونقلوه لأبنائهم وجيرانهم , فكلما إنتقل أحدهم الى حالة التدين الشديد إنتقى هذا الزي عنوانا وهوية لحالته الجديدة .

لا إعتراض عندي على الزي بحد ذاته فالناس أحرار فيما يرتدون حتى لو كان ذلك بعيدا عن الزي التقليدي لدى العرب وأقصد هنا الثوب , لكن الإعتراض عندي هو أن يكون هوية .

قهوة وحمص وفول.

أول ما يتبادر الى ذهن المدخن هو فنجان قهوة بمجرد أن يستيقظ , أذكر أن جمعية حماية المستهلك إستشاطت غضبا قبل سنوات عندما رفع التجار أسعار القهوة وقادت حملة مقاطعة نجحت في كل شيء الا في تخفيض مبيعات القهوة .

كذلك حاولت جمعية المطاعم الشعبية أن ترفع أسعار الحمص والفول والفلافل , وقادت حملة مماثلة حتى أنها لوحت بوقف البيع وإغلاق المطاعم وهددت بثورة شعبية , وقد نجحت في كل شيء الا في رفع الأسعار وإستجابت بنعومة بالغة لقرار خفض الأسعار .

إن لم تكن قادرا على تحقيق نتائج فعليك أن لا تبدأ في العمل , هذا هو حال مؤسسات المجتمع المدني في بلادنا , تختار الضوضاء , وفي ذهنها «عنزة ولو طارت».

حكومة ثانية .

شكل رئيس الوزراء المكلف الدكتور هاني الملقي حكومته الثانية فلم يعد يصبح بعد ذلك مكلفا .

شخصيا سأذهب لأبارك للوزراء , فمنهم الأصدقاء والمعارف ,ومنهم من أصبح مألوفا بحكم التكرار والبقاء , ومنهم الجديد في الحكومة لكن القديم على الساحة.

كنت سعيدا جدا لبقاء عدد من الوزراء وكنت سعيدا للغاية لقدوم أصدقاء جدد , وسعادتي كانت غامرة ببقاء الحكومة كما هي عليه .